لم اكن يوما من المفتونين بالشرطة المصرية قبل25 يناير, رغم معرفتي التامة بدورها البطولي الخالد في معركة الاسماعيلية قبل الاستقلال ولكن بعدما قام الشعب المصري بثورته وحدوث الفراغ الامني المقصود او غير المقصود لااحد يعرف الي الآن ووقفت احرس منزلي بجوار عشرات الجيران عرفت معني ان يفقد الانسان منا نعمة الاحساس بالامان. قبضنا علي عدة لصوص في شارعنا وقضينا ليالي عدة امام منازلنا في عز البرد, وخارت قوي افضلنا حالا بعد عدة ايام لم تبلغ العشرة. وبعد ان لاحت الأيام السود في حياتنا مع انتشار البلطجيه في كل مكان سواء كان راقيا او شعبيا أو عشوائيا بدأت اتأمل ماكان يقوم به رجال الشرطة المصرية............ كانت توجد تجاوزات بالجملة, وفلسفة عمل الجهاز كانت مشوشة, واثقال عاتقه بالامن السياسي للنظام السابق كان السبب الاساسي في كل التجاوزات. ورغم ماأصاب هذه المؤسسة بعد ثورة25 يناير الا انها بدأت في استعادة دورها علي اسس جديدة وهي ان الشرطة في خدمة الشعب فعلا لا قولا, وبرز من هذه المؤسسة الآن ثوار حقيقيون يخدمون اهل مصر بجد وعلي ارض الواقع..... وبعيدا عن سبوبة الاعلام, ورغم انهم لم يوقعوا بالحضور مع الكثير من مدعي الثورة في التحرير. منهم المقدم طارق الوتيدي رئيس مباحث مصر القديمة الذي توجه علي رأس قوته لفض مشاجرة نشبت بين مجموعة من البلطجية, بعد ان ابلغه اهالي المنطقة بما حدث ونتيجة لرعبهم مما تعرضوا له. المفزع في الامر ان البلطجية وبمجرد أن شاهدوا رئيس المباحث وقوته, اتفقوا جميعا علي إطلاق الأعيرة النارية عليهم, وأمطروهم بالرصاص مما أسفر عن إصابة رئيس المباحث بطلقات نارية وشظايا من فرد خرطوش في وجهه ومختلف أجزاء جسده وسقط علي الأرض مضرجا في دمائه, كما أصيب أمناء الشرطة الأربعة المرافقين له بطلقات نارية في مختلف أجزاء جسدهم, وتم نقل جميع المصابين للمستشفي. وحكاية الضابط الذي كان يقوم بمراقبة الحالة المرورية علي الطريق الدائري بمنطقة الوراق وفوجيء بسيارة نقل تحاول اقتحام الكمين وعندما حاول الاقتراب منها فوجيء بشخصين بداخلها يقومان بإطلاق الرصاص عليه مما أدي الي اصابته في ذراعه إلا أنه استمر في مطاردتهما الي أن تمكن من اجبارهما علي التوقف والقبض عليهما. وحكاية الضابط المرافق لسيارة نقل اسئلة امتحانات الثانوية العامة بمدرسة نوي بمدينة شبين القناطر وكيف تعامل مع البلطجي الذي اقتحم مقر لجنة الامتحان بالمدرسة أثناء دخول سيارة تابعة للشرطة وبداخلها أوراق الأسئلة التي سيتم توزيعها علي الطلاب في محاولة منه لترويع رؤساء اللجان لتخفيف المراقبة علي الطلبة وقام باطلاق عدة أعيرة نارية في اتجاه السيارة فقام الضابط بمبادلته اطلاق الرصاص والقبض عليه. وامينا الشرطة عماد حرفوش وحاتم جار الله. اللذان لاحظا خلال وجودهما بمحطة كوم حمادة محاولة بعض البلطجية اختطاف فتاة فتصديا لهم بكل رجولة, واستدعي البلطجية زملاءهم وقاموا بإتلاف وإحراق بعض محتويات المحطة, مما تسبب في خسائر بها بلغت مليون جنيه. الملازم احمد سامي الذي كاد ان يدفع حياته ثمنا للدفاع عن المذيعة مريان عبده في التحرير وخلصها من البلطجية وخلصته العناية الالهية بسبب شهامته منهم. اليست هذه نماذج شرطية مشرفة.. اليسوا ثوارا حقيقيين رغم عدم توقيعهم بالحضور في التحرير. الم يدافع هؤلاء والعديد من شرفاء الشرطة الآن وهم كثر عن امننا جميعا وامن السادة مدعي الثورة والمتشدقين بحقوق الانسان اثناء تنظيرهم في الفضائيات التي يمتلكها رجال الاعمال وثيقي الصلة بالنظام السابق وفساده. هذه النماذج المشرفة تاهت للاسف في زحام السعي وراء السراب الفضائي الذي لايعرف احد حقيقية مقاصده التي اصبحت ابعد ماتكون في اغلبها عن المشاركة في بناء هذا الوطن. يامن تدعون انكم ثوار او مناضلون من اجل حقوق الانسان عودوا الي رشدكم ولايتحدث اي منكم الا في التخصص الذي درسه ويجيده, وبمعلومات موثقة بدلا من لخبطة خلق الله من اهالينا البسطاء, يجب ان نحاول صفهم خلف هدف اسمي وهو بناء هذا الوطن العظيم بدلا من الآراء المضحكة التي نسمعها في احيان كثيرة. { كلمة اخيرة: السيد اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية هؤلاء الضباط نماذج مشرفة ويجب الاحتفاء بهم, فهم ابناؤنا جميعا ونحن فخورون بهم... وابناؤك في المقام الاول حتي تعطيهم الدفعة هم وزملاؤهم كي يحققوا الهدف الذي يريده الوطن منهم في مرحلة البناء الجديدة. المزيد من مقالات عطيه ابو زيد