تعجبت كثيرا حينما قررت قيادات ماسبيرو الاستغناء عن مقدمي برامج التوك شو بحجة أنهم صحفيون وليسوا من ابناء التليفزيون, والحقيقة انني تعجبت أكثر من توقيت هذه القرارات حيث أنها تزامنت مع ثورة مصر على كل ما هو فاسد ومتخلف, فالقرار فعلا متخلف لأننا بهذا المنطق نتعامل مع مقدم البرامج وكأنه موظف بدرجة وظيفية هي التي تتيح له أن يظهر على الشاشة بغض النظر عن موهبته وثقافته ولباقته، والاهم من ذلك قبوله على الشاشة لدى الملايين الذين سوف يشاهدونه يوميا ولا اعتقد اننى أبالغ حينما أقر بان نسبة المشاهدة للتليفزيون المصري قد زادت بشكل ملحوظ مع ظهور المذيعين الجدد فى برنامج البيت بيتك مثل تامر امين (وهو من أبناء التليفزيون) ومحمود سعد وخيرى رمضان, ثم تلتهم لميس الحديدي في برنامجها المميز من قلب مصر ثم ابراهيم حجازي في دائرة الضوء وغيرهم من المذيعين الذين أضيفت إليهم صفة النجومية بجانب زملائهم فى القنوات الخاصة مثل منى الشاذلي ومعتز الدمرداش وغيرهم . كان لابد لقيادات التليفزيون أن تستوعب الدرس مما فات, فليس كل ما فات فاشلا أو فاسدا, فالمذيع النجم ليس بدعة اخترعناها ولكنها موجودة فى العالم كله فهناك لارى كينج وبرنامجه الشهير لارى كينج لايف وأوبرا وينفرى والتى اشتهرت من خلال برنامجها التلفزيوني اليومي والذي يتضمن مقابلات ومناقشات، ويتم بثه في 112 دولة، ويشاهده 30 مليون مشاهد أمريكي أسبوعيا، ويعد برنامجها من أكثر البرامج شهرة في الولاياتالمتحدة والعالم بشكل عام، تحقق النجاح لبرنامجها لمدة ربع قرن، نال شهرة عالمية من خلال تسليطه الضوء على العديد من الموضوعات الاجتماعية النفسية الفنية والثقافية وغيرها من الأمور الحياتية. الحقيقة الواضحة أن مقدمو البرامج أصبحت نجوميتهم تتفوق على نجومية الممثلين ونجوم السينما حتى أن بعض هؤلاء النجوم هجروا مجال الفن وتفرغوا لبعض الوقت لتقديم برامج تليفزيونية لاستعادة نجوميتهم قبل ان تزول بحكم السن أو التجاهل أو بسبب تغيير أنماط العملية الفنية, ولكن هذا لا يعنى انه لا توجد كوادر موهوبة من أبناء التليفزيون لذلك يجب أن تبحث قيادات ماسبيرو عن هذه المواهب وترعاها, فلا يمكن أن ننسى نجوى إبراهيم وفريال صالح وسلمى الشماع وغيرهم من الجيل الذى تغذت أعيننا علي طلتهم من خلال شاشة التليفزيون المصري في الماضي... ولكن حتى يتحقق هذا فلا مانع من الاستعانة بنجوم الإعلاميين سواء من داخل أو من خارج ماسبيرو.... فالأعلامي لا يجب ان يكون مجرد موظف.