تعرض صناعة الطيران من وقت لآخر لأزمات وكوارث طبيعية تهدد هذه الصناعة الحساسة والتي تتأثر بدرجة كبيرة بما تشهده اي بقعة في العالم. ولعل تداعيات البراكين التي تشهدتها العديد من دول العالم خلال الاسابيع الماضية فقط يؤكد ذلك فمن ثورة بركان جريمسفوتن في ايسلندا في نهاية مايو الماضي مرورا ببركان تشيلي إلي بركان ارتيريا تعرضت رحلات شركات الطيران العالمية لحاله من الارتباك وتوقف حركة الطيران بشكل جزئي في العديد من مطارات أوربا وأمريكا اللاتينة وافريقيا وتم الغاء الرحلات وتعطل سفر مئات الآلاف من المسافرين ولعل اثار بركان ايسلنده الاول الذي وقع في أبريل من العام الماضي لاتزال عالقه في الاذهان وكان اسوأ ما واجه صناعة الطيران من أحداث سبتمبر 2001 بامريكا.. كل ذلك يجعلنا نتساءل ما هي الاسباب التي تجعل شركات الطيران وسلطات الطيران المدني في العديد من الدول تلغي رحلاتها او تغلق المجال الجوي في اعقاب البراكين وتصاعد الحمم البركانية. وما هي تأثيرات ذرات الرماد البركاني علي الطائرات؟ .. علماء الجيولوجيا يؤكدون أن ذرات الرماد البركاني المنبعثة من البراكين تتكون من صخور صغيرة جدا مسحوقة وزجاج ناجم عن الحمم البركانية الساخنة تتطاير بسرعة شديدة مما يجعلها ذات تأثير مدمر. أما خبراء الطيران فإنهم يرون خطورة كبيرة لسحب الرماد البركاني علي الملاحة الجوية حيث يقولون ان هذه السحب ترتفع في الجو لمسافة تصل من6 11 كيلو مترا وهو ارتفاع تستخدمه اغلب الطائرات التي تحلق في سماء العالم مما يهدد حركة الطيران. ولعل حادث طائرة الخطوط البريطانية التي حلقت في سحابه غبار بركاني فوق اجواء اندونيسيا في عام 1982 وادي ذلك الي تعطل محركات الطائرة حيث انزلقت باتجاه الارض قبل ان تتمكن من تشغيل محركاتها.. هذا الحادث لا يزال في الذاكره عند وجود سحابه رماد بركاني في اجواء اي منطقة في العالم وإذا ما انتقلنا الي التأثيرات التي يحدثها هذا الرماد علي الطائرات بالتفصيل يقول الخبراء انه بالنسبة للجسم الخارجي للطائرة تتعرض الاسطح الامامية لها مثل لمبات اضواء الهبوط, والاجزاء المواجهة من الاجنحة للتلف والخدوش اما غرفة القيادة فقد تؤدي السحابة البركانية الي حجب الرؤية وكشط الزجاج الامامي للطائرة, أما من في داخل الطائرة فإنها تؤدي إلي سوء نوعية ونقاء الهواء, أما بالنسبة للمحركات يؤدي سحب المحركات للرماد البركاني إلي ذوبان اجزاء داخلية من المحرك وانسداد البعض الآخر حيث يتوقف الوقود عن الوصول للمحرك وكذلك عدم تدفق الهواء وينتج عن ذلك ضعف في دفع الطائرة او توقف المحركات تماما عن العمل وبالتالي تعرض الطائرة للسقوط. كما أن الرماد البركاني ايضا قد يؤدي إلي إنسداد انبوب البيتوت المستخدم لقياس السرعة في الجو وهو مؤشر خطير اذ تتعرض الطائرة لمخاطره جسيمه اذا ما عجز قائدها عن معرفة سرعتها اثناء الطيران ورغم المخاوف التي يحاول القائمون علي صناعة الطيران التقليل منها فأن ذلك لم يمنع شركات صناعة الطائرات من ان تعيد التفكير في كيفية التعامل مع سحب الغبار البركاني عند تصنيع الطائرات الجديدة.. فهل نشهد جيلا جديدا من الطائرات لديه القدرة علي التعامل مع هذه السحب البركانية التي تهدد سماوات العالم بين فترة وأخري وبالتالي تؤثر علي حركة الطيران العالمي.. هذا ما ستجيب عنه شركات صناعة الطائرات في المستقبل!!