ما هو الفوز العظيم عند رب العالمين؟.. يقول خالقنا جل في علاه ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما( الفتح5) أي أن المؤمنين والمؤمنات سيدخلهم الله الجنة خالدين فيها, وسيكفر عنهم سيئاتهم, وهذا هو الفوز العظيم عند الله. وكيف لا يكون فوزا عظيما أن يخلد المؤمن في الجنة إلي الأبد, لا يموت فيها, ولا يخرج منها أبدا, خاصة إزاء ما سيحدث في المقابل لغير المؤمنين ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا( الفتح6). فرق ما بين السماء والأرض, وربما أكبر من ذلك بكثير, بين هؤلاء وأولئك.. بين الفائزين بجنات النعيم وبين الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين. لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون( الزمر51 61) والله برحمته بعباده يخوفهم من هذا المصير حتي لا يلقوا بأنفسهم إلي التهلكة, وهو سبحانه يوم القيامة يذكر عباده الذين لم يؤمنوا بهذا التحذير ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم. ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون. هذه جهنم التي كنتم توعدون. اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون( يس06 46). لقد اختاروا مصيرهم بأنفسهم, فالله لا يغصب أحدا علي عبادته, بل الأمر متروك كل لاختياره, ويقول لرسوله عليه الصلاة والسلام ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين( يونس99), ويقول تبارك وتعالي وقل الحق من ربكم فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا( الكهف92). نعود إلي أوصاف الفوز كما سماه رب العالمين, للسعداء الذين سيحظون به..هو لهم فوز عظيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم( التوبة27).. وهو لهم فوز مبين فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين( الجاثية03).. وهو فوز كبير إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير( البروج11) هو فوز عظيم مبين كبير.. لا يحظي به إلا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا, وذكر الله كثيرا, وخشي الله كثيرا, وشكر الله كثيرا.. هؤلاء فوزهم أعظم من أن يتصوره أحد.. فان يخلد الإنسان في جنات النعيم, يحظي فيها بكل صنوف المتعة واللذة, ويحصل فيها علي كل ما يشتهيه, بدون تعب ولا مشقة ولا انتظار, ولا يوجد سقف لا يتعداه في رغباته, بل كل رغباته مجابة.. ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم.