لم يكن أحدا يتوقع هذا الكم الهائل من الاسرار خلال الثلاثين سنة الماضية التي تقلد فيها الحكم الرئيس السابق, من كان يعرف أن الرئيس السابق يملك مليارات الدولارات ولا زوجته السيدة سوزان مبارك ولا ابنيه جمال وعلاء, حتي هؤلاء الذين يلتفون حولهم. الغريب في الأمر أن اكتشاف هذه الاسرار ظل منذ قيام الثورة للآن لم يتوقف وهذا ما يؤكده منذ مئات السنين ابوالعلاء المعري بأن السر لا ينكتم البتة فهو يقول: بأنه لو انكتم البتة لأصبح كالمعدوم تماما ولا غرابة أن نسمع ونشاهد أن اسرارا كثيرة يذيعها الكثيرون وهم يعلمون أن افشاءها يضرهم قبل أي أحد, وهنا يقول عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين أنه لا يلوم فاتش سره لأن صاحبه لم يقو علي كتمانه وفي السياسة نشاهد الكثيرين من الساسة يذيعون اسرارهم بجرأة غريبة فهذا رئيس الولاياتالمتحدة أوباما ما يبدأ حكمه بزيارة لمصر ودول عديدة أخري في الشرق الأوسط والشرق الأقصي, وهو يدافع عن الدين الاسلامي ويعلن صراحة حق الفلسطينيين في عودة اراضيهم حتي سنة7691 بما فيها القدس وتمضي سنوات قليلة, وكأنه لم يقل شيئا وهو يعلم أنه لم يكن يقول الحقيقة وهو يفتش بعد ذلك سره أنه قلبا وقالبا مع اسرائيل وتمضي الايام ايضا وهو يلقي خطابا ضد نيتانياهو, ويتشدد الأخير أمام الاممالمتحدة ويعلن أن أحدا لا يستطيع أن يثنيه عن رأيه فإن القدس شمالها وجنوبها ستصبح لاسرائيل وأن احدا لن يستطيع أن يوقفه عن بناء المستوطنات مهما كان الامر, ويعلن عباس الرئيس الفلسطيني أنه سيعلن دولة فلسطين في شهر سبتمبر المقبل وانه سوف يجد دولا عديدة أن تعترف بدولة فلسطين. ونعود إلي اسرار من كانوا يحكموننا من قبل, والشيء الذي لم ولن نجد له سرا هو تحقيقات النيابة المستمرة والتي توضح حقيقة الاتهامات من سرقة الأموال والاراضي والكشف عن الذين قتلوا شهداءنا بالعشرات والمئات, ثم تبدأ المحاكم دورها وتصدر احكامها العلنية بالاعدام أو السجن أو المصادرة حتي يتعلم من يتولون الحكم بعد ذلك سواء للرياسة أو مجلسي الشوري أو الشعب أن الاسرار لا يمكن اخفاؤها مهما طال الزمن, وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه الشعب كل كبيرة أو صغيرة وتدور الدوائر من جديد. المزيد من مقالات أدم النواوى