سطرت الثورة المصرية التي تفجرت في الخامس والعشرين من يناير الماضي فصلا جديدا من تاريخ ثورات الشعوب, وهو ما أدركه العالم الذي ساد لديه اعتقاد بأننا شعب لا يثور. وليعطي المصريون العالم درسا في كيف تكون الثورات السلمية التي تغير من مسار الشعوب والتاريخ, بل وتصبح مصدر إلهام لكثير من الكتاب ومثار اهتمام المؤرخين, كما ادركت دور النشر أن تاريخ وأدب الثورات بات ثروة عالمية تشهد شغفا متعاظما من قبل القراء, وربما لهذا السبب رأت دار الكتب والوثائق القومية أن تعيد نشر بعض من التراث الأدبي العالمي الذي أولي قضايا النهضة والثورة والحرية والعدالة اهتماما خاصا, وفي هذا الإطار جاء نشرها كتاب عشرة أيام هزت العالم, الذي يعد بمثابة وصف دقيق للثورة الروسية عام1917 لمؤلفه جون ريد وهو صحفي شيوعي أمريكي, وكان سبيله لهذا هو الانتقال بين الثوار وجنود الجيش الأحمر وبين العمال والفلاحين البلاشفة لرصد أهم وأصعب المواقف السياسية والشخصية والانسانية ليرسم لنا أدق تفاصيل الثورة الروسية وليخرج كتابه إلي النور في الولاياتالمتحدة عام1919 وليصدر للمرة الأولي باللغة الروسية في الاتحاد السوفيتي السابق عام1923, ثم اعيد طباعته مرات عديدة وتمت ترجمته إلي معظم اللغات. سعي ريد قبل سرد وقائع الأيام العشرة التي اعتبرها أنها هزت العالم إلي إعطاء القارئ مقدمة إيضاحية تقوده إلي قلب الثورة وصراعاتها وتزوده برؤية واضحة عن التركيبة السياسية لروسيا من أحزاب وتنظيمات واتحادات وجمعيات ولجان ومجالس. أراد الكاتب أن يفهم القارئ العادي الذي لا يعرف بكل بساطة من هم البلاشفة, وماهي ثورة أكتوبر أو ثورة فبراير؟ ليكون صورة واضحة تماما عن أكتوبر وتضحيات الشعب الروسي في سبيل اسقاط القيصر في فبراير ثم حكومة الرأسماليين المؤقتة في أكتوبر وإعلان نجاح أول ثورة اشتراكية في العالم. سلط ريد الضوء في كتابه علي كيف استطاع الفلاحون انتزاع السلطة من أيدي مستغليهم, ليصبح كتابه هذا هو المؤلف الأول في الأدب العالمي الذي قص حكاية الثورة الروسية التي- سواء اتفقنا مع مبادئها أو اختلفنا- مثلت بداية عصر جديد في تاريخ الانسانية وهو عصر الثورة البروليتارية. تأليف: جون ريد ترجمة: فواز طرابلسي صدر عن: دار الكتاب والوثائق القومية