آلة الزمن من أهم الأدوات التي يستخدمها الإنسان لتحقيق أهدافه الدنيوية والأخروية.. ولذلك وجب أن نهتم أشد الاهتمام بماذا نصنع بالوقت أو ماذا نصنع فيه .. فإذا أحسنا الاستخدام حققنا ما نريد, واذا أسأنا الاستخدام كان الفشل من نصيبنا.. وكثير من الناس لا يقدرون قيمة الزمن, فيضيعون أوقاتهم في السمر أو في الجلوس أمام التليفزيون بالساعات, أو في النوم الزائد عن الحاجة, أو في الأحاديث التليفونية التي لا نهاية لها, أو في لعب الطاولة أو الكوتشينة أو الشطرنج.. وينسون أن الزمن يجري ولايتوقف, واذا لم نسخره لما ينفعنا خسرناه الي غير رجعة, فالزمن لايمكن استرجاعه.. وعلي الإنسان أن يفكر في الزمن المتاح له كل يوم, ماذا أصنع اليوم؟ وما هي البدائل؟ إن كان هناك بدائل عدة؟ حتي يختار أحسنها وأكثرها فائدة.. ومع الوقت سوف يتولد لديه الإحساس بقيمة الزمن وحسن الانتفاع به, فيزداد حرصا عليه وواعيا بأهمية عدم التفريط فيه, إلا لمنفعة تعود عليه في حاضره ومستقبله.. الإحساس بالزمن نكتسبه كلما ظهر لنا من فوائده, وكلما أنجزنا أشياء ما كنا لننجزها لولا الاستفادة من الوقت المتاح علي أفضل وجه.. الزمن أثمن وأغلي من أن نتركه يفلت منا دون أن نستثمره فيما يعود علينا بالخير في دنيانا والفوز في أخرانا.. وأتعجب ممن يتفننون في قتل الوقت كما يقولون, وكأن الوقت أو الزمن عدو ينبغي أن نتخلص منه, في حين أنه يمكننا أن نتخذه صديقا نحرص عليه, ونرجو من ورائه النفع وتحقيق الأهداف المرجوة.. الذين يقدرون الوقت ويحرصون عليه يبلغون أهدافهم ويزيدون عليها, والذين لايقدرون الوقت يضيعونه ويضيعون معه, ولا يحققون لأنفسهم ولا لذويهم شيئا ذا بال.. المال يمكن استرجاعه.. والصحة يجوز استرجاعها, ولكن الزمن لايمكن استرجاعه.. اذا فقدناه لا يعود.. فإذا لم نمسك به راح ولم يعد, حتي تنتهي أعمارنا, وهي الزمن الذي قدره الله لنا في الحياة الدنيا, وسوف يسألنا ربنا ماذا فعلنا به.. الوقت يصنع المال.. الوقت يصنع العلم.. الوقت يصنع كل انجازات البشرية.. والوقت ندخل به الجنة ان استثمرناه فيما يرضي الله عنا من عبادات ومعاملات.. ومن خلال حسن الانتفاع بالوقت يمكننا أن نعلي درجاتنا في الجنة, وهذا مهم.. صحيح أن دخول الجنة في أدني مراتبها يعد فوزا غاليا فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز( آل عمران581) ولكن بما أن الإقامة أبدية, فأن نكون في درجة أعلي, فهذا يستأهل أن نبذل من أجله أقصي ما نستطيع من وقت ومن جد.. وكثيرا ما يقال إن العرب ونحن منهم لا قيمة عندهم للوقت, ولذلك فنحن لا نتقدم بما فيه الكفاية للحاق بالأمم المتقدمة, ناهيك عن مجاراتها, فالوقت عندنا رخيص رخص التراب كما يقولون, ولذلك فنحن نستهلك الكثير ولا ننتج إلا القليل.. نحب الراحة والكسل, ونتهرب من العمل والإنتاج.. وشعوب هذا حالها تتخلف عن الشعوب التي تقدر قيمة الوقت.. هذه نتيجة حتمية, والتي لن تتغير ما لم نتغير إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم( الرعد11)...