اتركوا الشباب يعبر ويتحاور مشكلة كبيرة عشناها لسنوات طويلة, ومازلنا نعيشها بالرغم من اعترفنا باخطائنا خلال المرحلة السابقة, وظهرت واضحة كالشمس في الحوار الوطني, الشباب متواجد داخل القاعات من أجل الحوار والمناقشات, ولكنه يشتكي من انه لايعبر او يتحدث او يتحاور, وليس عندي السبب الحقيقي لهذا الرفض من قبل الاخرين, الااذا تعلق الامر بثقافتنا التي توارثناها' عندما يتحدث الكبار الصغار يصمتون' وهي ثقافة لاتصلح مع شباب قاد ثورة, ويستحق ان نستمع لهم وافكارهم, لعلهم يضيئون لنا الطريق كما فعلوا في25 يناير. وصدقوني اذا قلت لكم ان ما يحدث غير مفهوم ومرفوض, وأري ذلك ايضا في الجامعات, وفي حوارات الطلاب مع المسئولين كأن هناك رفضا مسبقا لهؤلاء الشباب وافكارهم, ولاادري من اين جئنا بهذه الحدة في التعامل, انهم يحتاجون الينا كما نحتاج اليهم ولايمكن ان ندير حوارا بدون الاستماع الي كل الآراء سواء اتفقنا معها او اختلفنا, ويجب ان نستوعب حماسهم ولانعتبره خروجا عن المألوف, فهناك فروق كبيرة بين اعماركم واعمارهم بالاضافة الي الخبرة التي تنقصهم. يحدث ذلك امامي كل يوم, الجميع يريد ان يتحدث ولا احد يريد ان يسمع, حتي انني اشعر احيانا ان اداة السمع لاتعمل او انها ثقافة غالبة تتحدي الجميع, يجلسون للحوار والمناقشة ولكن لايوجد بينهم حوار او مناقشات, فقط مشاجرات ومعارك تنتهي الي طريق يكسوه الضباب. كذلك أزمة كلية الاعلام كانت قضية رأي, ولم تكن قضية تغيير عميد, أو قيادات جامعية, ولم تتفهم ذلك الجامعة لانها لم تسأل او تدرس او حتي تدير حوارا مع الطلاب, الذين كسبوا القضية في النهاية, بل وامتدت القضية الي مشاركة الاساتذة, وحدث ما حدث, وفي النهاية تاكد ان الجميع لم يستمع الي الطلاب, وهذه الثقافة موجودة في كل مكان حتي بين المثقفين, ولا أدري إلي أين ستقودنا ثقافتنا هذه, التي امتدت الي اعناقنا وكادت ان تعصف بالمستقبل القريب. ويظهر ذلك واضحا ايضا, في مظاهرات الطلاب يوميا امام وزارة التعليم العالي, بل واقتحامهم مكتب الوزير محاولين توصيل اصواتهم, في موضوعات قد يكون لهم فيها حق, اوانها طلبات غير منطقية خاصة المطالبة بتحويل المعاهد الي كليات, وهي العقدة المستمرة لدي معظم المواطنين وليس الطلاب فقط, وكذلك المطالبات باعادة تصحيح الامتحانات لان النتائج لاتعجب البعض. لذا اري ان الحوار ثم الحوار والاستماع الي الاخرين خاصة الشباب, الباب الملكي لعبور مصر الحبيبة الي المستقبل الجديد, وبذلك نكون دربنا شبابنا علي احترام الرأي الآخر, والا سوف يتعودون علي عدم احترام الرأي, ويتعاملون في المستفبل كما تعاملت معنا الانظمة المستبدة, لسنوات طويلة ويتهمنا هؤلاء باننا قهرناهم ولم نكن نستمع اليهم. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب