أوضحت العديد من الدراسات والمتابعات التي أجرتها عدة منظمات معنية أن المرأة والطفل هما الأكثر تضررا ومعاناة من جراء الكوارث والمخاطر التي تنجم عن التغييرات المناخية مثل الفيضانات والسيول والاعاصير. وبناء علي ذلك فقد أوصت فعاليات ورشة العمل الاقليمية التي عقدت في القاهرة أخيرا بتعاون الاتحاد الدولي لصون الطبيعة(Iucn) ومركز البيئة والتنمية للاقليم العربي سيراري ووزارة وجهاز شئون البيئة, بأن يكون للمرأة دور فاعل في التخفيف من آثار تلك الكوارث. وفي الافتتاح أكدت الدكتورة نادية مكرم عبيد المدير التنفيذي لمركز سيداري اهتمام المراكز بقضايا التغيرات المركز المناخية, حيث تم إنشاء وحدة خاصة بالدراسات والبحوث الخاصة بها, وتنفيذ العديد من المشروعات بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الدولية. وطالبت مواهب أبوالعزم الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة بضرورة استكمال عناصر الجهد الوطني بإدماج المرأة بجميع شرائحها في جميع الأنشطة التنموية وعلي رأسها إدارة الموارد الطبيعية وإعداد برامج لتعزيز الوعي الاستهلاكي المستدام حيث تعتبر المرأة من العوامل المؤثرة للتغير للأفضل سواء فيما يتعلق بالتخفيف من الآثار أو التكيف معها, فالمرأة المصدر الرئيسي لتوفير الخدمات المعيشية للأسرة فلديها من المعرفة والخبرة التي تؤهلها لذلك, وتسهم بفعالية في ترشيد الاستهلاك خاصة الطاقة من خلال الاستخدام الأمثل لمصادر الإنارة والتدفئة والأجهزة الكهربائية باقتناء الأجهزة الأقل استهلاكا للطاقة, والتقليل من استخدام أجهزة التكييف, والتقليل من تسخين المياه, ومهم أن تضاعف المرأة من جهودها في التشجير وزراعة النباتات المنزلية, وعن أهداف ورشة العمل يقول الدكتور عمرو عبدالمجيد مقرر المؤتمر إن الهدف هو التوصل الي استراتيجية لدمج النوع الاجتماعي في السياسات والاجراءات التنفيذية ذات العلاقة بالتغيرات المناخية, والمرأة بحكم أنها أكثر الفئات المعرضة للكوارث الطبيعية وآثارها السلبية, لذا يجب دمجها وبصفة أساسية في كل القطاعات المعنية بتلك التغيرات وهي قطاعات الموارد المائية والزراعة وإدارة المناطق الساحلية والصحة والنقل والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية وإدارة المخلفات والطاقة, هذا بجانب المجالات الأخري التي تلعب فيها المرأة أدواررا رائدة مثل التوعية والتثقيف وبناء القدرات, وسوف يتبني المسئولون عن الإبلاغ الوطني الثالث هذه الإستراتيجية في تقريرهم, علما بأن الإستراتيجية ستكون محصلة لتجارب المرأة في مصر والاستفادة من التجارب الأخري التي تم عرضها بالورشة مثل تجارب الأردن وموزمبيق وكوستاريكا, كما أن التوصيات تؤكد علي ضرورة أن تشمل التشريعات طرقا تمكن المرأة من إبراز أنشطتها الهادفة الي التصدي للتغيرات المناخية والتخفيف من آثارها السلبية. وتحدثت لورينا أجويلار كبير خبراء النوع الاجتماعي بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة حيث أشارت الي أن إحدي الدراسات التي جمعت عينات من141 دولة ما بين عامي1981 و2002 أكدت أن الكوارث الطبيعية تقتل من النساء أكثر مما تقتل من الرجال, وفي دراسة أخري وجد أن70% من الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر( أقل من دولار واحد يوميا) هم النساء و75% من الأميين في العالم من النساء, وفي العديد من دول العالم تعتبر النساء في المناطق الريفية مسئولات عن جمع المياه للأغراض المنزلية, ويؤدي تأثر المياه بالتغيرات المناخية الي آثار سلبية تهدد النساء وأسرهم بأخطار شديدة, وتجدر الإشارة الي أن التغيرات المناخية تلعب دورا كبيرا في الهجرة الداخلية والخارجية تتحمل النساء النصيب الأكبر من آثارها السلبية.