أحدثت ثورة25 يناير تغييرات جوهرية في المجتمع المصري لدعم الحريات والعدالة الاجتماعية, وتوثيق الحقائق التاريخية بشكل صحيح بعيدا عن الانتماءات السياسية أو الدينية. وإعداد كتب التاريخ بالمراحل الدراسية المختلفة بالمدارس يحتاج إلي نخبة من المتخصصين والاستعانة بهم بشكل قاطع حتي لا تتكرر الأخطاء في المناهج الدراسية المقررة علي الطلاب مثال ما سجل في الكتب ودرسه الطلاب علي مدي سنوات طويلة, وبعضها مزورة لا ترتبط بالأحداث الحقيقية التي أخفيت وأخفي معها أصحابها الحقيقيون مثال مبارك صاحب الضربة الجوية الأولي, وهذا ليس صحيحا, بل كانت حرب أكتوبر قيادة جماعية كما أكد المراجعون من المؤرخين, وكذلك ما ذكر عن إنجازات مبارك خلال فترة رئاسته, وكان يجب ألا يكتب التاريخ في هذه الفترة لأن القاعدة تقول: التاريخ يبدأ عندما تنتهي السياسة, وحتي لا تكون كتب التاريخ بها عبارات أو معلومات مغلوطة, أو أخطاء في الفترة المقبلة. وحول هذه القضية المتعلقة بتزوير التاريخ في كتب المدارس وعدم تكرارها مستقبلا يؤكد الدكتور عاصم الدسوقي عميد كلية الآداب جامعة حلوان الأسبق وأستاذ التاريخ المتفرغ أن التاريخ يجب أن يوثقه المتخصصون, لأن القاعدة تقول: إذا أردنا أن يكون التاريخ علما يجب أن يستقل عن السياسة والدين والحكام, بمعني أن الذي يجب أن يوثقه لا يفسده من وجهة نظره حسب انتمائه السياسي أو الديني أو الثقافي, ويترك الحقائق تتكلم ليعيد كتابة الحقائق التاريخية كما يحدث الربط بين أجزائها ويعيد بناء الصورة كما وقعت في زمنها. ويشير أستاذ التاريخ إلي أن عالم التاريخ رانكه, وهو من علماء القرن التاسع عشر, أكد أن التاريخ عبارة عن صورة ممزقة وأجزائها متناثرة في جهات مختلفة, ومهمة عالم التاريخ تجميع تلك الأجزاء من هنا وهناك بعد البحث والتحري بدقة عن الواقعة حتي تكتمل الصورة. ومن جانبه أوضح الدكتور عادل غنيم رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية لمنع تلاعب وتزييف الحقائق عند كتابة التاريخ يجب أن يكون موثق التاريخ موضوعيا ومحايدا, لأن دوره عرض الحقائق كما حدثت دون أن يخص حقيقة أو جزئية معينة عن الأخري ويترك الحقائق تتكلم, وبهذا الشكل تفسر الأحداث نفسها عندما نتكلم عن فترة مبارك تاريخيا نتوقف عند11 فبراير, وهي فترة تنحي مبارك بهذا الشكل نتكلم عن السياسة الخارجية وعلاقات مصر الخارجية والداخلية من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية دون أن يذكر المؤرخ أي حدث عن الحاكم لأن الحدث يفسر نفسه. وأشار إلي أن المدرسة يجب أن تكون كتابا مفتوحا لإثبات الحقائق, وكذلك الجامعة حتي لا يتحول التعليم إلي جمعية مذهبية أو سياسية هدفها نشر أفكارها المزورة علي حساب التاريخ وتعليم الأبناء. وأوضح أن فترة مبارك أصبحت قابلة للدراسة لأنه بعد التنحي أغلق الملف ولا يتعرض إلي ما يحدث الآن لأننا لا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل لأن التاريخ يكتب عندما تنتهي السياسة. وأوضح الدكتور عاصم ضرورة تعريف أولادنا بالتاريخ الذي يحدث الآن من خلال المحاضرات من حين إلي آخر للتعريف بالأحداث الجارية والمعاصرة لتوقيتهم.