مهمة صعبة وليست مستحيلة تجاوزت الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا الخطوط الحمراء, وبرغم الارقام المخيفة والموثقة التي أعلنها الاسبوع الماضي المجلس الاعلي للقوات المسلحة والذي حذر من الانهيار الاقتصادي اذا لم يتحرك المصريون لإنقاذ الوطن قبل الافلاس, فإن فئات عديدة وطوائف كثيرة من الشعب المصري تهتم فقط بمصالحها الشخصية ومطالبها الفئوية واطماعها السياسية ولايزعجها تناقص حجم الاحتياطي الاجنبي بالبنك المركزي بعد تراجعه الذي وصل إلي82 مليار دولار بعد ان كان63 مليارا, منذ فترة ما بعد احداث ثورة يناير, وسوف ينفد هذا الاحتياطي بعد6 اشهر. ولايزعج هؤلاء وغيرهم من دعاة الفتنة الطائفية والاعتصامات تدهور الي درجة المخاطر والدخل السياحي تراجع بنسبة08% في ظل ما يمثله من11% من اجمالي الدخل القومي لمصر, ويوفر ما بين21 الي31 مليار دولار سنويا يساعد علي توفير11% من قوة العمل وخسارة مصر نحو04 مليون دولار يوميا نتيجة توقف الحركة السياحية, وعجز الموازنة العامة للدولة يزداد الي11% من الناتج الاجمالي المحلي ويخطئ كل من يعتقد ان الأوضاع الاقتصادية الحرجة التي تعاني منها مصر, سوف تنتهي بالمساعدات الامريكية او العربية او الاقتراض من صندوق النقد الدولي فالكل يدرك ان هذه المساعدات او المنح او القروض التي تساعد الحكومة علي تجاوز الوضع الاقتصادي قبل ان يصل الي حافة الإفلاس سيكون لها شروط واعباء وتنازلات سوف تتحملها مصر, لكن كل هذه المساعدات او القروض من الدول الشقيقة والصديقة لن تدفع اقتصادنا الي الامام اذا لم يتعاون المصريون في كل مواقع الإنتاج والخدمات للعمل الجاد لإنقاذ مصر من الإفلاس وحمايتها من دعاة الفوضي والتخريب والاحتجاجات الفئوية العنيفة ولاعادة الامن والاستقرار, وسرعة دفع عجلة الانتاج وتنشيط الصادرات لاستعادة حجم الاحتياطي من النقد الاجنبي وتهيئة المناخ المناسب للاستثمار والسياحة واعداد برنامج قومي عاجل لتشغيل الشباب, وتأهيلهم للدخول في سوق العمل لمواجهة البطالة, هذه الاهداف الاقتصادية وغيرها ينبغي ان تشغلنا جميعا من اجل وطن نحبه بالعمل وليس بالشعارات والهتافات. المزيد من أعمدة عادل إبراهيم