علي خشبة مسرح الطليعة شاهدت لك هذا الأسبوع مسرحية آنا كريستي التي كتبها المؤلف الأمريكي يوجين أونيل وهو الكاتب الذي حصل علي جائزة نوبل في الأدب. هنا النص قام بترجمته واعداده أسامة نور الدين ليقدم من خلال هذا الإعداد حياة الفتاة إنا وهي الشخصية الرئيسية في العمل من خلال ما يحب باستمرار يوجين أونيل أن يبرزه في أعماله وهو الغوص في النفس البشرية وتعريتها تماما, وهو أيضا ما فعله هنا بالنسبة للأب وأيضا لكل الشخصيات. نجد هنا الأب الذي يعيش علي سفينة شحن يمضي وقته في السكر والعربدة أيضا مع امرأة تشاركه وحدته حتي يصله خطاب من ابنته التي تركها وترك أمها منذ15 عاما.. يصله خطاب منها تخبره فيه بأنها ستحضر بعد أن صارت في العشرين من عمرها يصطر لإبعاد رفيقته حتي لا تراها الابنة, ولنجد أن الإبنة أيضا تقضي وقتها في الشراب بسبب الضياع وضياعها هذا سببه أنها فقدت عذريتها من قريبها الذي تركها دون زواج.. تحمل هذا الإثم طوال عمرها ثم تحصل علي شاب يحبها بالفعل كاد أن يغرق بجوار سفينة الوالد تضطر برغم حبها الشديد له أن تبتعد عنه لأنها تريد له زوجة شريفة يستحقها, في البداية تجد الأب السكير يرفضه كزوج لإبنته لأنه يريد لها شابا أفضل ولكن يرجوه القبول عندما يستشعر حب ابنته له وهنا يكون ابعاده من جانب الابنة التي لا تريدله أن يربتط بفتاة فقدت شرفها. هي باستمرار موضوعات يوجين أونيل التي يتحدث فيها عن الشرف ويعري شخصياته تماما أمام أنفسها. الإخراج تولاه شاب هو أحمد رجب وقد استعان بديكور بديع يقدم لنا بالفعل مركب الشحن بكل ما تحمله حتي تلك السلاسل التي تتدلي من جانب من السفينة والديكور لعمروشعيب. أيضا استعان بملابس متوافقة تماما مع العمل لرحاب عبدالرحمن. ولعل من أجمل ما استطاع المخرج أن يضيفه للعرض هو هذه المؤثرات الصوتية الجيدة وأيضا الموسيقي الموحية. وكانت نهاية العرض مبشرة بالفعل بمخرج واعد, حيث لعبت الإضاءة دورا بارزا وللعلم بأن العرض باللغة العربية الفصحي التي واضح أن المخرج اهتم بها لتصل إلينا من جميع الممثلين في صورتها المنضبطة. فماذا عن الممثلين؟ يتقدم طاقم الممثلين الفنان الكبير سعيد عبدالغني في دور الأب الذي قدمه بما يضيف للعرض بصورة ايجابية من خلال خبرة بالطبع واحساس بالشخصية دون مبالغه تقدم بالفعل نجما علي خشبة المسرح. معه نهاد سعيد في دور الابنة التي تحركت من خلال اكثر من احساس بصورة جيدة خاصة وهي ممثلة تمتلك القوام والشكل المسرحي المتميز. أيضا هنا ما يمكن أن نطلق عليها فتاة الليل وهي نادية شكري وكانت بالفعل متميزة في أدائها. بقي الشاب المحب للفتاة آنا وقدمه مجدي رشوان مستخدما حركات الشاب مفتول العضلات والمنطلق في الحياة بصورة جيدة ثم في النهاية الشاب المحبط في حبه. وينتهي العرض والكل لا يدري إلي ماذا يتطلع والبحر يحيط الجميع. [email protected]