ما يدور حولنا من محاولات لحدوث فتنة طائفية فى مصر هو نتاج ثمار ما جناه علينا النظام السابق الذى ما زالت فلوله تعيش معنا خارج قضبان السجون ومنهم من يدبر ويخطط وراء هذه القضبان ويسعى كل منهم إلى أن يدفعنا إلى الإعتراف بأن النظام السابق كان يحجب عنا الكثير والكثير وأكبر دليل على ذلك ما تمناه بعض أفراد الشعب - وقت الثورة - من وقف المظاهرات المطالبة بحقوقهم المشروعة من أجل إستعادة الأمن والإستقرار اللذان افتقدوهما عقب فتح السجون. وما حدث يوم الأحد الماضى من هجوم شنيع على كنيسة "مارى مينا" و "العذراء" فى منطقة أمبابة وما أسفر عنه من سفك دماء معصومة هو سيناريو محكم الفته أصابع خفية داخلية وخارجية على حد سواء فى محاولة لإستمرار حالة الفوضى فى مصر بل ولإشعال نار الفتنة الطائفية التى لم تشهدها قط على مدار التاريخ مستغليين أزمة الفراغ الأمنى ليتمادوا فى مسلسلهم المكشوف وابعاد الأنظار عنهم لحين البحث عن مخرج آمن لهم. وفيما يتعلق بالإشاعات الزائفة التى تقول واحدة إن السيدة كاميليا اسلمت وتعرضت لوسائل تعذيب مختلفة من قبل الكنيسة وثانية تقول إنها لم تسلم وثالثة تؤكد أن محرضى الهجوم على كنيسة مارى مينا من السلفيين وأن قصة السيدة عبير حقيقية وتنفى الأخرى الواقعة وينسبون تهمة التحريض للمسيحيين بحجة سعيهم إلى الحصول على مزيد من الحقوق وإشاعات أخرى لا حصر لها، فأؤكد لكم أن جميعها حكايات مغرضة ومفتعلة ألفها فلول النظام السابق لقطع ثمار الثورة ومن بينهم أعضاء مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية والحزب الوطنى وضباط أمن الدولة بالإضافة إلى أعداء الدولة فى الخارج وكلنا نعلمهم جيداً، ومن هنا يجب على كل قبطى مسلم ومسيحى يحب مصر أن يضع مصلحة الوطن فى المقام الأول بعيداً عن دينه لتجاوز هذه الأزمات التى تحول دون الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية لعبور البلد إلى بر الآمان، ثم يأتى دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يتحمل العبء الأكبر خلال هذه المرحلة الإنتقالية الحرجة وواجبه فى الوقت الحالى أن يعيد للمواطنين هيبة الدولة مرة أخرى واحترام القانون وذلك باتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لمن تسول له نفسه ويهدد أمن البلد، وفى المرحلة الثالثة وهى الأهم فى هذه الفترة دور الأزهر الشريف والكنيسة اللذان تراجعا بشكل ملحوظ منذ بدء ثورة 25 يناير لكن حان الوقت أن يستعيدا مكانتهما العالية بالبدء فى توعية المواطنين إزاء هذه المكيدة قبل أن تقع مصر فى شفا حرب أهلية وتصبح أفغانستان وباكستان ثانية. رابعاً يأتى دور جهاز الشرطة الذى نراه فى الوقت الحالى " لايصد ولايرد" بعد أن افتقد هيبته وسلطاته التى كان يمارسها على الشعب فى ظل حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك لكن ينبغى فى هذا الوقت العصيب ألا نفتح ملفات قديمة لن تفيد ولكن ننظر إلى ما هو آت للإصلاح والتعمير، ولذلك فأول خطوة ملموسة فى طريق اعادة هذا الجهاز لمكانته هو حركة تعديلات كبرى لكافة ضباط وأمناء الشرطة من أماكن عملهم السابقة حتى يتم التعامل مع أوجه جديدة نتوسم فيها الخير، ثانياً الثقة فى أن رجل الشرطة هو أخوك وأبوك وأبنك وجارك فهم ليس أعدائك وإن أخطأ معظمهم وقت الثورة فسيحاسبوا إن لم يكن فى الدنيا فسيكون فى الآخرة وعقاب الآخرة أكبر وأشد ولكن لابد أن نعترف بتضحية جانب آخر من أفراد الشرطة الشرفاء الذين استشهدوا فى سبيل الحفاظ على الوطن. وأخيراً يأتى دور وسائل الإعلام الهام لتوعية المواطنين بالمرحلة الخطيرة التى تمر بها مصر الحبيبة وكيف يحاول أعداء الدولة فك وحدة المصريين التى نجحت فى القيام بثورة عظيمة أصبحت مثلاُ أعلى لكل دول العالم بما فيها القوى العظمى. ومن هنا، ينبغى علينا أن نتجاوز الأزمة الراهنة لنؤكد لأعدائنا أننا لن ننهزم ولن ننخدع بأى مكيدة، فماذا بعد كاميليا وعبير..؟! المزيد من مقالات نهى محمد مجاهد