نعم أخطأنا.. أتحدث عن أبناء جيلي جيل ثورة يوليو2591 نعم أخطأنا لأننا تعايشنا مع الظلم والفساد.. ورضينا أو صمتنا إلا قليلا طوعا أو قهرا وابتعد الكثيرون منا عن العمل العام طلبا للسلامة في مناخ طارد وظالم ولكننا برغم الظروف غير المواتية وصعوبة الحياة تعلمنا وعملنا ونجحنا في عملنا. كل في موقعه وشاركنا في البناء والتنمية في المدارس والجامعات والشركات والهيئات المدنية والعسكرية وفي الداخل وفي الخارج ومنا المهندسون والاطباء والمديرون والقيادات, واكتسب أغلبنا الخبرات العلمية والحياتية والمهنية في مختلف المجالات والمواقع بجميع أنحاء مصر من اقصاها إلي أقصاها, صحيح أننا فشلنا في أن نضع مصر في مكانها الذي تستحقه وصحيح أننا تأخرنا كثيرا عن الركب.. لكن الصحيح أيضا أن مصر قوية ولن تنهار بإذن الله كما يروج البعض للاسف. لقد سرق كبارنا لا سامحهم الله الكثير من أموال مصر في وضح النار لكن مصر بكل خيراتها وبكل شعبها وبكل مواردها مازالت باقية.. صحيح سرقوا الأموال وسرقوا الأمل وأجهضوا الحلم لكن لم ولن يستطيع أحد أن ينهب مصر فمصر النيل ومصر الهرم ومصر بكل ثرواته,ا المادية والبشرية وارادة وقوة شعبها مازالت علي الطريق ومازالت قادرة علي تعويض ما تم هدمه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. داخليا وخارجيا بشرط أن نعمل ونكف عن الحوار الهدام والمغرض غير المسئول وجلد الذات والتشكيك في كل شيء وأي شيء فهذا خائن وذاك عميل وهؤلاء من مؤيدي النظام السابق وأولئك من العهد البائد.. الخ.. فمتي نفيق من غفلتنا؟ ومتي نعي ونعرف ونقدر قيمة ثورة52 يناير العظيمة؟ متي نعرف ونعي كيفية ومعني التغيير وندرك أن الهدم سهل وهذا ما تحقق وأن البناء صعب وهذا ما لم يتحقق حتي الآن ؟ أين الرؤية المستقبلية؟ ومن سيقود المسيرة في المرحلة المقبلة؟ لا اتحدث بالطبع عن الرئاسة؟ لكن اتحدث عن القيادات في كل المواقع في الوزارات, في المحافظات, في الجامعات, في الهيئات الحكومية وغيرها.. لقد كان المناخ السابق طاردا إلا لأصحاب المصالح واصاحب الصوت العالي وأهل الثقة والمنافقين والأفاقين, لكن برغم ذلك كان هناك الكثيرون من الشرفاء الذين سعي المنصب إليهم ولم يسعوا إليه وأجادوا في مواقعهم.. وعملوا بأمان وشرف. ومن الظلم والجهل أن نطالب الجميع بالرحيل وأن نطالب مسئولينا الحاليين بعدم استمرار الكفاءات إذا كانوا من النظام السابق.. هل نريد بذلك أن نفرغ مصر من رجالها وخبراتها وقلبها النابض.. صحيح أننا جميعا نطالب ونؤيد أن نعطي الفرصة للشباب وهذا حقهم وواجبنا لكن بشرط أن نجد فيهم ومنهم من يصلح ومن يمتلك الرؤية والخبرة ويعرف كيف يقود وكيف يعمل وكيف ينجح بعيدا بالطبع عما إذا كان قد شارك في ثورة الشعب العظيمة أم لا وبنفس القدر يجب ألا نتجاهل الكبار واصحاب الحكمة من الشرفاء. ومن هنا فإنني أتمني أن بعض كبارنا والكثير من شبابنا الذين استمرأوا الهجوم علي الاجيال السابقة أن يكفوا عن هذا النهج الخاطئ والمغلوط وأن يعرف الجميع خطورة ظاهرة الفصل بين الاجيال, فمصر تحتاج لخبرة كبارها ورؤيتهم وقيادتهم تماما مثلما تحتاج لسواعد شبابها وحماسهم وقدرتهم علي العمل والعطاء. د.أحمد فوزي توفيق الأستاذ بطب عين شمس