فتح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح النار علي الجماعات والحركات الاسلامية. وأكد أبوالفتوح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والمرشح المحتمل للرئاسة أن الحركات الاسلامية تخلط بين الأداء الحزبي والأداء الدعوي, واصفا الخلط بالخطر خاصة في غياب الدور التربوي والروحي لهذه الحركات. وأضاف علي الحركات أن تتقي الله في أوطانها وتفصل بين النشاط الدعوي.. والنشاط الحزبي فصلا وظيفيا, حيث من يعمل في النشاط الدعوي لا يعمل في النشاط الحزبي, موضحا ضرورة ابتعاد العمل الدعوي عن المنافسة السياسية لأن هذا الفصل فيه المصلحة للوطن والدعوة. وأوضح أن هذا الفصل لا يعني أن لا تقوم المؤسسات الدعوية والحركات الاسلامية بإبداء مواقفها مثل رفض الظلم والمناداة بالعدل والحرية والإخاء والمواطنة فلابد أن يكون لديها مواقف من القضايا الكبري لكن لا يجب أن تزج بنفسها في التنافس الحزبي. وحدد أبوالفتوح دور الحركات والتي منها الإخوان والجماعة السلفية والاسلامية وغيرها بأن تكون جماعات ضغط بمعني تعبير وإصلاح المجتمع تربويا وعلميا. وقال لابد أن يجيبوا علي سؤال هل الحركات تريد أن تكون جماعات ضغط أم تطرح نفسها كبديل للحكم. فإذا كانت تريد أن تطرح نفسها بديلا للحكم إذن عليها أن تنشيء أحزابا بعيدا عن الدعوة وتدخل في معترك الحياة السياسية. وانتقد في ندوة استخدام شعارات الإسلام وقيمه في المنافسة الحزبية, قائلا التربح بشعارات إسلامية في المنافسات الحزبية والانتخابية يسيء إليها ويقلل من قيمتها. وأضاف أن التصدي للتزوير يجب أن يكون من منطلق وطني وليس من منطلق مصالحي. وقال إن مشكلة الحركات الاسلامية تتجسد في عسكرة إدارتها, مؤكدا أن البنا رفض عسكرة الجماعة وشكل تنظيما منفصلا أطلق عليه التنظيم وظلت الجماعة مدنية, منتقدا إطلاق إسم كتيبة علي الإعتكاف لأنها توحي بالتجيش والعسكرية. وأوضح أن عسكرة الحركات أدت إلي تأميم الفرد نفسه وأنتج مفهوم الاستئذان, ومفهوم السمع والطاعة, مؤكدا أن الانتماء للحركة والجماعة يجب ألا يسلب الانسان حق تقرير مصيره فيما يقرره ويختاره طالما أنه لا يؤثر علي كيان الجماعة او المؤسسة. وتساءل إذا كان الإخوان علي مدار تاريخهم لم يلزموا أعضاءهم بموقف فكري أو مذهبي فهل تلزم أعضائها في موضوع سياسي وكلها نظم يستوعبها الاسلام فالاشتراكية والرأسمالية الوطنية يستوعبها الاسلام وبالتالي لا يمكن للجماعة أن تفرض رأيا سياسيا أو حزبيا علي أعضائها.. ومن ثم قرار الدخول في الرئاسة قرار شخصي ليس له تأثير علي الكيان المؤسسي للجماعة. وأكد أن الجماعة في حالة إرتباك في عدة مواقف ولكن مع الممارسة واستجلاء الكثير من المواقف ستحدد مواقفها, موضحا أن موقفها كان ضعيفا عندما تأخرت عن المشاركة في ثورة25 يناير. وحدد أبوالفتوح3 أولويات سيهتم بها عندما يصبح رئيسا وهي الحريات في مختلف مناحي الحياة, والعدالة واستقلال القضاء والتعليم لأنه يحقق نهضة الأمة ورقيها. وعلي جانب العلاقات الخارجية فلابد أن يعود لمصر قدرها ودورها وبالأخص في إفريقيا, مشيدا بدور عبدالناصر في الملف الافريقي والحفاظ علي مياه النيل. وأكد أن المجتمع المدني القوي هو الضامن للحفاظ علي الثورة وتحقيق أكبر قدر من المكتسبات, بالاضافة إلي إنه يمثل صمام الامان ضد من يحاول هدم الديمقراطية. وأشاد بدور الجيش مؤكدا أنه لحماية الوطن ودستوره ونظامه السياسي من العبث والتخريب وأتمني أن تقدم مصر بعد الثورة نموذجا في العمل السياسي, منتقدا بشدة الذين يروجون أن السياسة لعبة قذرة قائلا السياسة هي بناء الأمة وصناعة حضارتها. وشدد علي ضرورة تحقيق الاستقلال الوطني, ملفتا الانتباه إلي محاولات التدخل التي تمارس لفرض أجندات, مؤكدا ضرورة إنتهاج سلوك مختلف عن النظام السابق الذي كان يرضخ للضغوط. وإنتقد الرأي الذي روج له أحد المفكرين أن من يتولي حكم مصر لابد أن يحظي بموافقة إسرائيل ورضا أمريكا, ولابد أن تكون للثورة أثرها في تحقيق الاستقلال الوطني. وأبدي أنه كان يتمني أن تدار هذه المرحلة بمجلس إنتقالي وعدم الاستعجال علي الإنتخابات حتي تعطي فرصة لجميع القوي الوطنية لتجميع حقوقها. وأشار إلي أنه لابد أن نتدرب علي كيفية إدارة خلافاتنا بما فيها المؤسسات الاسلامية ونتعلم من أئمتنا الكبار كيفية الإختلاف؟