نقص حاد في المعروض من السلع الغذائية الاساسية في الوقت الراهن, هي السمة السائدة للسوق في الوقت الراهن, فالكميات الواردة او المنتجة تقل كثيرا عما هو مطلوب . ويرجع الخبراء ذلك الي بعض المعوقات الادارية الي جانب تراجع قيمة الجنيه امام العملات الاجنبية بنسب وصلت الي نحو10%, بالاضافة الي تداعيات الثورة الليبية التي بدأت تلقي بظلالها علي السوق المصرية حيث يتم توفير جميع احتياجات الشعب الليبي خاصة في بنغازي من السوق باي كميات وأسعار الامر الذي يمثل ضغطا اكبر علي السوق في ظل تراجع ملحوظ في الكميات المطروحة, هذا الي جانب الضغط من الجانب الفلسطيني علي السوق لتوفير احتياجات المواطنين في غزة, كل هذه الامور وغيرها سواء الارتفاعات المتتالية في الاسعار العالمية من السلع الغذائية او ارتفاع اسعار البترول, وبالتالي اسعار الشحن ادت الي الارتفاعات المتلاحقة في الاسعار, المتعاملون في الاسواق يشيرون ايضا الي ان الحالة النفسية السيئة التي تسود مجتمع الاعمال لها تأثيرها السلبي علي النشاط التجاري في الوقت الراهن. هذا ما يؤكده خالد أبو أسماعيل رئيس اتحاد الغرف التجارية الأسبق. تشير التقارير التي يتم بحثها في الوقت الراهن لوضع تصور لاوضاع الاسواق قبل شهر رمضان المبارك والمعروف ان نسب الاستهلاك فيه تتزايد بنسب تصل الي اكثر من10% علي اقل تقدير, ويطالب خالد فتح الله نائب رئيس غرفة الاسكندرية بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للوفاء باحتياجاته منذ الان حتي لاتحدث ازمة في الاسواق, تشير التقارير الي ان هناك تراجعا واضحا في الكميات المستوردة من اللحوم منذ يناير وحتي مارس الماضيين بنسبة تصل لنحو45% بسبب رفض الجهات الصحية والبيطرية لكميات كبيرة من اللحوم الهندية والتي تمثل لنحو60% من حجم الوارد للسوق المصرية, كما تراجعت كميات الاسماك بنسبة تصل لنحو44% بسبب نقص الكميات الموردة علي المستوي العالمي. حيث تم استيراد نحو25.6 الف طن من اللحوم خلال الأشهر الثلاثة الاولي من العام الحالي( يناير مارس) وهي تعاقدات سابقة, مقابل نحو43,6 الف طن خلال نفس الفترة المماثلة من العام الماضي, بينما زادت الكميات المستوردة خلال نفس الفترة من نحو20 الف طن العام الماضي لنحو20,7 الف طن العام الحالي, بينما شهدت واردات الدجاج زيادة ملحوظة من نحو10.9 آلاف طن خلال الأشهر الثلاثة الاولي من العام الماضي لتصل لنحو18.8 الف طن خلال الأشهر الثلاثة الاولي من العام الحالي, هذا في الوقت الذي تراجعت فيه واردات الاسماك من نحو87 الف طن لتصل لنحو49 ألف طن, والزبد من4 آلاف طن لنحو3.3 ألف طن. وتشير التقارير الي ان المتوسط الشهري للواردات من اللحوم يصل لنحو20 ألف طن ومن الاسماك18 ألف طن ومن الدجاج نحو10 آلاف طن ومن الزبدة نحو3 آلاف طن. ويستعرض أحمد صقر سكرتير غرفة الاسكندرية الكميات المتوقع ورودها للأسواق خلال الأشهر ال6 المقبلة, اعتبارا من مايو وحتي سبتمبر, حيث تؤكد الارقام ان الكميات المتوقع ورودها من اللحوم خلال شهر مايو نحو8900 طن ترتفع الي نحو15 ألف طن في يونيو لتصل لنحو21 ألف طن في يوليو ونفس الحجم في اغسطس, بينما تقفز في سبتمبر لتصل لنحو35 الف طن, اما بالنسبة للاسماك فمن المتوقع ان يتم وصول لنحو17 الف طن في مايو ونحو27.8 ألف طن في يونيو, بينما يبدأ الاتجاه للتراجع في حجم الوارد في يوليو ليصل لنحو16.8 ألف طن ونحو13.7 ألف طن في اغسطس ونحو14.6 ألف طن في سبتمبر. وبالنسبة للدجاج فتشير الدراسة الي ان الكميات الواردة منها خلال شهر مايو المقبل تقدر بنحو5800 طن ترتفع قبل شهر رمضان لتصل لنحو10.7 آلاف طن في يونيو ونحو10.6 الاف طن في يوليو و9.6 الف طن في اغسطس ونحو15.6 الف طن في سبتمبر. اما بالنسبة للزبدة فالمتوقع ان تتجاوز الواردات منها معدلاتها الطبيعية وهي3 آلاف طن شهريا حيث تشير التقديرات الي انه سيرد خلال شهر مايو نحو3835 طن و3500 طن في يونيو ونحو4500 في يوليو اي قبل شهر رمضان مباشرة لتتراجع المعدلات عن طبيعتها في اغسطس لتصل لنحو2100 طن,ويطالب الخبراء بضرورة ان تسرع البنوك في فتح الاعتمادات لتوفير احتياجات الاسواق من السلع الاساسية خاصة قبل شهر رمضان المبارك لتحقيق وفرة من المعروض بدلا من التناقص الحاد في المخزون الذي تعاني منه الاسواق حاليا.