هذا الرجل ينحدر من عائلة عركت السياسة وعركتها الأخيرة علي مدي ما يقرب من قرن من الزمان. وقد عرفت هذه العائلة دائما بشيئين الإنتماء الوطني الذي لا يقبل المساومة, كما عرفت بانتمائها تاريخيا لحزب الوفد منذ بداية إنشاءه في عشرينيات القرن الماضي. مؤخرا, ارتضي سليل هذه العائلة أن يتخلي. عن منصبه القيادي الحزبي لتولي وزارة السياحة في مرحلة حرجة يمر بها الوطن ليس سياحيا ولكن علي مستوي المصير. الأهرام كان له لقاء مع منير فخري عبد النور الذي تحدث عن رؤيته لسبل الخروج الآمن للوطن من محنته... تخليت عن منصبك القيادي بحزب الوفد, وذلك قبل قبولك منصب وزير السياحة.. ما الأسباب؟ عبد النور: رؤيتي كانت أن منصب وزير السياحة فئ ظل الظروف الراهنة يتطلب خلع عباءة الانتماء الحزبي, بمعني أن يكون لي منصب قيادي حزبي, ومع ذلك فقد احتفظت بعضويتي بالحزب; فهذا المنصب فئ ظل هذه الظروف التي تعيشها مصر يحتاج تفرغ وتركيز ودراسة الوضع واستلهام الحلول المناسبة في قطاع السياحة الذي يعتبر من أهم مصادر الدخل القومي علما بأنني كان لي تجربة الحصول علي عضوية البرلمان عام2002 وفي هذه الفترة تفرغت تماما للعمل البرلماني والسياسي وكانت فترة شديدة الثراء, حيث أنني عايشت المشاكل باعتباري مواطن وأمثل المواطن المصري. هل أدي تخليكم عن المنصب القيادي بحزب الوفد لأي ردود أفعال داخل الحزب؟ عبد النور: دعيني أؤكد انتمائي للمباديء والثوابت التي تدفعني لبذل الجهد للوطن, وليس انتمائي قائما علي الهياكل أو الأشخاص. في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها مصر, ما هي أفكارك التي يمكن ترجمتها لسياسات لإنعاش السياحة مرة أخري؟ عبد النور: مصر دولة سياحية من الطراز الأول والترويج لها شديد السهولة; فمصر بمكانتها التاريخية والحضارية وأثرية متنوعة تسهل المهمة علي أي وزير سياحة. ودعيني أقول لك إن عودة السياحة إلي سابق عهدها, حيث كنا نستقبل20 مليون سائح, هو أهم الأهداف الموضوعة علي أجندتي, ولكن المطلوب حتي يتحقق هذا الأمر إعادة الأمن والاستقرار لمصر, وهو الأمر الذي يمثل مسئولية علي المصريين باختلاف مواقعهم قيادات كانوا أو مواطنين; فكلنا في نفس السفينة ومن مصلحة مصر أن نجتمع علي هذا الهدف. وبالنسبة لوزارة السياحة, فإننا اعتمدنا برنامج يضمن تقديم خدمات سياحية متميزة والترويج بشكل مكثف لإعادة صياغة السياحة للخارج بإعادة النظر في أسعار الفنادق والأماكن السياحية, بالإضافة إلي مد جسر تعاون بين وزارة السياحة والبيئة والآثار لحماية الأماكن السياحية الأثرية من التعديات البيئية, إلي جانب زيادة الدعاية السياحية لتشمل الصعيد والبحر الأحمر وسيناء, وألا تقتصر فقط علي الغردقة وشرم الشيخ, بالإضافة إلي تطوير وزارة السياحة وهيئاتها وذلك عن طريق إعادة ترتيب الأوضاع فيها. ما هي الخطوات العملية لسرعة استعادة الهدوء والاستقرار لمصر؟ عبد النور: عودة استقرار مصر مسئولية مشتركة بين القيادة التي تتولي السلطة مع الشباب الرائع من الثوار, بالإضافة الي كل مواطن يري في نفسه انتماءا حقيقا لهذا الوطن. أما مسئولية الأعلام فهي ضخمة وحيوية وأتصور إن لم يركز الإعلام علي خطورة الأوضاع الاقتصادية في مصر كتركيزه علي الفساد, فان جميع المؤشرات تشير إلي- لا قدر الله- إشهار إفلاس مصر. لابد أن يجتمع المصريون علي فكرة أن مصر في أزمة شديدة تحتاج إلي تكاتف كل الجهود. وأناشد صحيفة الأهرام- التي أعتبرها من خلال تاريخها كانت ولا تزال نبض المصريين- أن تركز علي مخاطبة المواطنين باعتبارهم القاعدة الأساسية التي يمكنها إخراج مصر من أزمتها الاقتصادية, وذلك عن طريق تحقيق مطالب الثوار بأسرع وقت ممكن, والتركيز علي محاكمات الفساد السياسي الذي ترتب عليه فساد مالي. وطالما الأزمة يعاني منها الوطن, فلنخرج من دائرة السياحة إلي ماهية شروط السلامة للوطن بأسره؟ عبد النور: شروط السلامة للوطن واستعادة حسن استثمار مواردها مبني بالدرجة الأولي علي الانتماء والمصلحة المشتركة بين المصريين وقيادتهم في إقرار سياسات وأداء يحمي مصر ويعفيها مما ستتعرض له. وفي تصوري أن الخطوات التي ينبغي الإسراع باتخاذها هي إقامة الديمقراطية وحرية الرأي والفكر والسعي إلي تحقيق العدالة الاجتماعية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا, بالإضافة إلي تقليل الفوارق الكبيرة في الدخول, وهو في الوقت ذاته لا يعني تقليل الحافز أو مكاسب من هو قادر علي استثمار قدراته أو ملكاته, ولكن ما أعنيه بذلك العطاء مقابل إنجاز علي أرض الواقع.