لكل شيء نريد ان نحققه لانفسنا, اونريد ان نحصل عليه في دنيانا اولآخرتنا, ثمن ينبغي ان نكون مستعدين لدفعه من وقتنا وجهدنا وسعينا.. ويخطيء من يظن ان بإمكانه ان يحصل علي شيء مادون ان يدفع الثمن.. هذا خطأ وقع فيه البعض او يوهمون به انفسهم.. ندفع الثمن راغبين او كارهين او مضطرين.. حالا او بعد حين.. هكذا تعلمنا الحياة, وهكذا يعلمنا ربنا جل في علاه ان الجنة لها ثمن, اي لاندخلها دون ان نبذل من اجلها مايجعلنا اهلا لدخولها, فقال عزمن قائل ومن أراد الآخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا( الاسراء19) واكد لنا سبحانه هذا المعني في قوله تعالي أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين(آل عمران142).. والجهاد اساسا هو جهاد النفس, لكي تلتزم بما امر الله به وبما نهي عنه.. كما ان الصبر مطلوب.. وبه ندخل الجنة ايضا, بل به ندخل الجنة اول شيء, لانه يدل علي الاذعان والتسليم لله عز وجل, بما اعطي وبما اخذ, وهذا دليل الايمان, ولذلك يهنيء الملائكة المؤمنين داخلي الجنة بأنهم صبروا سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار( الرعد24) فبدون الصبر لاندخل الجنة.. ولكن نصبر علي ماذا ؟اشياء كثيرة,منها الصبر علي مانبتلي به, من قبيل تراجع الصحة او فقد عزيز او شح المال او مضايقات الناس, وفي ذلك يقول المولي عز وجلوجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا(الفرقان20). ابتلاءات لانهاية لها, ونثاب علي الصبر عليها.. هذا بالنسبة للآخرة, فما بال الدنيا؟ نفس المبدأ.. فحين نطلب النجاح في اي مجال, فلابد ان نتخذ السبل والوسائل التي توصلنا اليه, ونثابر عليها, وبدون المثابرة وبذل الجهد الحثيث والمتواصل لانصل.. وبعض الناس يستصعبون بذل الجهد ولايقوون عليه, ويريدون النجاح بلا جهد, فيلجأ الواحدمنهم الي وسائل يظنها تختصر الطريق وتعفيه من بذل الجهد.. كأن يلجأ الي الزواج من ابنة ثري او رجل اعمال ناجح,ولو نجح في ذلك فسيكون علي الارجح عالة علي والد الفتاة, ولم ينجح في ادارة اي عمل يسنده اليه, لانه اعتاد علي عدم بذل الجهد وسوف تفشل الزيجة بعد ان تضيق به زوجته واهلها, وسوف يجد نفسه مطرودا مدحورا.. وايضا الطالب الذي يقصر سعيه عن تحصيل مواد الدراسة فيلجأ الي الغش.. ويضبط في اغلب الاحيان ويتم فصله, او واحد يلجأ الي النصب والاحتيال علي الناس, كأن يطلب مدخراتهم بزعم توظيفها لهم ويولي الادبار, ثم يتم القبض عليه, ومصادرة امواله, ويقضي عقوبة السجن التي تسرق عمره, ويخرج بعدها لايعرف من اين يبدأ, وسيجد الطرقات مسدودة امامه للعيش الشريف.. الذي يريد ان ينجح في دنياه لابد له ان يخطط للنجاح ويسعي من اجل تحقيق هذا الهدف, ويبذل من الوقت والجهد والتصميم مايوصله الي مبتغاه بشرف, و لايفكر في ان يختصر الطريق لان اختصار الطريق لن يوصله لشيء ذي بال.. فالذي يخدع نفسه او يخدع الناس يكتب علي نفسه الفشل والخيبة والندم.. والذي يريد ان يفوز بالجنة في اخراه, فالطريق اليها يتطلب بجانب الايمان العمل الصالح, واداء الفرائض, والبعد عما يغضب الله من قول او عمل, والحرص علي ما يرضي الله من قول وعمل..