9 مصابين حتي الآن وتدمير لمقاعد الاستاد ودكة البدلاء- محاولات للهجوم علي الحكام والفريق التونسي.. صواريخ وألعاب نارية والحصيلة هزيمة الزمالك وانتظارة لعقوبات رادعة والأهم تشوية لسمعة الجمهور المصري . كان هذا هو ملخص الأحداث المؤسفة والنتائج المأساوية التي أدت اليها أمس في استاد القاهرة والتي اعادت للأذهان موقعة الجمل ونتيجة لما حدث أصيب كل المصريين والعرب بالصدمة اثناء متابعتهم للمباراة الصدمة.. مبعثها أن هذا العبث والفوضي والانفلات يحدث في مصر بعد ثورة25 يناير.. ولا أحد يصدق أن ذلك يتعلق بما يسمي الثورة المضادة.. بقدر ما يعتبره الكثيرون نوعا من البلطجة والرعونة وعدم الدراية بمقدرات وقيمة وممتلكات هذا البلد. تحقيقات الأهرام حاولت تفسير ما حدث اجتماعيا وسياسيا ورياضيا وفق تحليلات الخبراء والمتخصصين حتي نصل الي رؤية متكاملة لامكان منع تكرار ما حدث وتحديد المسئولين عنه لمحاسبتهم. الدكتورة سهير لطفي استاذ علم الاجتماع تري ضرورة تقييم الحدث بشكل موضوعي فما حدث غريب علي جمهور الكرة المصري وهو امتداد لأسلوب البلطجة والتخريب والتدمير.. وهؤلاء يستغلون أي حدوث حتي يسيئوا الي مصر.. ولكن يبدو أن بعض المشجعين تم استغلالهم واستغلال حالة الاحتقان الموجود بطبيعة الحال لدي جمهور الكرة خاصة بعد مباراة جنوب افريقيا التي هزمت فيها مصر وهو ما يعرف بثقافة القطيع والتي يقود فيها الحماس والانفعال من البعض البعض الآخر الذي لدية الاستعداد والطاقة. وتري الدكتورة سهير أن الاستجابة الفورية من الحكومة لاحتواء الحدث والتي تجسدت في الاعتذار للشعب التونسي وكذلك تصريحه بتوقيع العقوبة علي المسئولين عن هذه الحالة وكذلك اعتذار الشباب علي الفيس بوك وتصريحه بقيادة وقفه سلمية امام سفارة تونس للاعتذار, كل هذا دلل علي نجاح الثورة التي أراد البعض تشويه صورتها. وترفض الدكتورة سهير لطفي الدعوة لالغاء المباريات او إقامتها بدون جمهور وتقترح أن يتم تقديم وطرح أفكار اخري عملية كالتي ظهرت مع الثورة مثل اللجان الشعبية فلماذا لايتم تنظيم مجموعات من الشباب تشارك في تنظيم المباريات وتحقيق الضبط والربط وتوعية وتثقيف الشباب قبل المباريات وكيف يكون الشباب حريصا علي مصر وعلي اللاعب الضيف وكيف يطبق اخلاق التحرير في ملاعب الكرة. موقعة الجلابية أما الدكتور رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية ونائب رئيس جامعة حلوان فقد اطلق علي ماحدث بعد مباراة الزمالك موقعة الجلابية موضحا أن هذه الأحداث دلت علي غياب الأمن داخل هذا الصرح الرياضي المهم في المقام الأول. كما دلت علي أن هناك قوي تهدد الثورة وتدل علي أن الأخلاق الرياضية مغيبة تماما وأن هذه العوامل الثلاثة تهدد أي عمل قوي وفعال مثل ثورة52 يناير وأنه من الملاحظ أن هؤلاء المشاغبين من صغار السن لديهم روح تدميرية غريبة جدا وقاموا بتدمير مكان الحكام وكذلك مقاعد المدرج. ويضيف الدكتور رشاد أن بعض المشجعين كان لديهم نفس السلوك العشوائي قبل52 يناير ولكن كان الدافع هو الهجوم علي قلة مستفيدة وشعورهم بأن البلد ليست لهم أما الآن وبعد رفع شعار أرفع رأسك فوق أنت مصري فإن ما حدث مازال يعكس مشاكل انعدام الثقافة والتربية لدي البعض ويري أن هذه السلوكيات سوف تنتهي وتختفي مع استقرار الوضع السياسي في مصر متمثلا في الانتخابات التشريعية والرئاسية. تأمين المباراة وطرح الدكتور حسام أبوالسعود استشاري جراحة العظام عددا من التساؤلات حول كيفية تأمين مباراة بهذا الحجم وحول كيفية السماح بدخول أسلحة بيضاء مع المشجعين وكيفية نزول الجمهور الي أرض الملعب وأقتحامهم للبوابات التي من المفترض أنها تحت رعاية رجال الأمن؟ ويقول إن البعض يدعي أن الجمهور كان محتقنا من بداية المباراة لكن ما الذي دعاهم الي النزول الي أرض الملعب في نهايتها؟! ويقول الدكتور حسام!! الجمهور في كل دول العالم يحاول النزول الي أرض الملعب وهو ماحدث بالفعل في تونس منذ أسبوعين ولكن ماحدث من تدمير وشغب يدعو للتساؤل هل تهدف الأحداث لتحقيق عرض معين لأشخاص بعينهم؟ فوضي ويري الدكتور حمدي عبدالعظيم عميد أكاديمية السادات الأسبق ان ماحدث باستاد القاهرة هو حدث مؤسف يسييء إلي مصر وحضارتها ويعبر عن حالة من الفوضي والبلطجة وسوء معاملة لفريق ينتهي لدولة عربية شقيقة وترتب عليه اعتذار رئيس الوزراء للشعب التونسي وللجزائري وكذلك إيقاف المباريات في الوقت الحالي لحين استقرار الأوضاع الأمنية كما قام وزير الخارجية المصري بتقديم الاعتذار لنظيره التونسي وهذا سلوك رسمي متحضر وسياسي لكن السلوك الفردي هو سلوك هجمي ويسيء إلي حضارة وشعب مصر ويجب محاسبة المتورطين بتوقيع عقوبات رادعة علي المعتدين والمسئولين عن الأمن داخل الاستاد لانهم كانوا سلبيين جدا ولم يسيطروا علي الموقف بمنع هذا الاعتداء علي وجه السرعة حتي لايتكرر هذا الحادث في المستقبل مع استمرار تعليق الدوري وعدم إقامة أي مباريات رياضية داخل مصر في الوقت الحالي ولابد من إجراءات أمنية مشددة للتأكد من عدم وجود أي أدوات للاعتداء مع تكثيف التواجد الأمني داخل الاستاد نفسه وفي أماكن وجود الجمهور واللاعبين للسيطرة علي الأمن داخل الملعب. وماحدث في استاد القاهرة من جانب هذه الفئة التي من مصلحتها عمل شغب للاساءة إلي سمعة مصر وأمنها يفتح الباب لتوجيه الاتهام للنظام السابق بأنه وراء هذه الاعمال لتأكيد ان هناك فوضي وانعدام للأمن بعد سقوط النظام. بلطجة مع سبق الاصرار أما الدكتورة عزة حجازي أستاذ علم النفس فتري أن ماحدث في نهاية مباراة الزمالك بلطجة متعمدة ومدبرة مع سبق الإصرار والترصد وهو يشبه ماحدث في موقعة الجمل وكان الهدف هو ترويع المواطنين وتخويفهم من الثورة وأيضا تشويه صورتها أمام العالم كله. وتري أنه لابد من مقاومة هذه الأحداث من خلال التحقيقات الدقيقة عن المتسبب فيها وكذلك إقالة المسئولين المتورطين من رجال الأمن في هذه الأحداث وتري أنه لابد من صدور وتنفيذ قوانين صارمة جدا ضد أعمال العنف. والبلطجة لمواجهتها وتضيف أنه لابد أن نعي أن هؤلاء البلطجية هم أيضا ضحايا للنظام الفاسد الذي تركهم للعشوائية والفقر لذلك لابد من اعادة تربية المجتمع المصري كله علي القيم الجديدة والصحيحة بعد الثورة وهذا هو التحدي الذي يواجه جميع مؤسسات الدولة الآن من جامعات ومدارس ودور عبادة وأولياء أمور. المفسدون ويؤكد الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الاوقاف الاسبق ان ماحدث شيء يؤسف له ويخجل المجتمع المصري الذي نشأ علي حضارة قوامها الأخلاق النبيلة والعلاقات الاجتماعية التي تتسم بالحب الود ولكن ماذا نصنع مع فئة قليلة جدا تفسد عمل الأيام والسنين في تدعيم العلاقات مع الشعب التونسي الذي استقبل اخواننا العائدين من ليبيا بكل الحب والتقدير الذي استلهمنا منه مباديء ثورة52 يناير وقمنا من ورائه فنحن أخوة يربط بيننا الدين واللغة والمصالح المشتركة فلما هذه الاساءة وما الدافع إليها فهذا( لعب عيال) وكما نقول في الأمثال( يعملها الصغار ويقع فيها الكبار) إن الإسلام الذي نؤمن به والمسيحية التي نعترف بها وأنبياء الله جميعا لايقرون هذا الشغب لانه يؤدي إلي البلطجة والعنف وماشابه ذلك فلابد أن يكون هناك عقاب علي نادي الزمالك لأنه هو الذي سمح لهؤلاء بالدخول للاستاد وأين الاداريون الذين لم يقوموا بإبعادهم أو الابلاغ عنهم؟ ويضيف ان الاسلام يحرم العنف وينهي عن الاساءة للغير تحت أي مسمي وعدم ترويع الآمنين وعدم الاعتداء علي أي منشأة أو تحطيم أي سيارة, فهذه أعمال يحرمها الدين ويجرمها القانون, فالشغب في الملاعب لابد أن يتوقف ولابد من تغريم وحبس كل من يتسبب في مثل هذا الشغب وابعاده من أرض الملاعب ووضعه في قائمة سوداء ومنعه من دخول أي استاد أو حضور أي مباراة أو المشاركة في أي اجتماع. نفطة الصفر ويري اللواء عبدالمنعم سعيد أبوزيد رئيس مجلس مدينة العلمين ان ما حدث يضر بمصلحة مصر ودورها الحضاري والمظهر المشرف الذي ظهرت به جميع فئات المجتمع المصري في25 يناير سواء من الشباب أو القوات المسلحة فكانت مثلا يدرس في جميع انحاء العالم. وللأسف ما حدث سيكون له التأثير السلبي علي دور مصر وانطباع الآخرين عن شعبها. وفي الوقت الذي بدأت فيه السياحة تعود من جديد وهذا الحدث يعيدنا إلي نقطة الصفر. وأناشد كل مواطن مصري أن يضع في اعتباره مصلحة مصر أولا وأخيرا عند القيام بأي أعمال من شأنها الإضرار بمصلحة المجتمع المصري. ويؤكد أسامة خليل كابتن منتخب مصر والاسماعيلي الأسبق ومؤسس جمعية رياضيون ضد الفساد ان ما حدث كان متوقعا فقد حذرت من ذلك منذ أكثر من أسبوعين حينما تقرر استمرار مباريات الدوري العام وقد قلت ان ملاعب الكرة ستكون مشكلة كبيرة للثورة التي قامت لمحاربة الفساد ومحاكمة مسئوليها, والسبب في ذلك أن ملاعب الكرة في الفترة الحالية ستكون مرتعا خصبا للثورة المضادة لأن غياب الأمن سيسهل من مهمتها, وقد قلت ان المكان الآمن الوحيد الذي من الممكن أن نجد فيه عشرات الآلاف من المصريين يتظاهرون. ويضيف: فإذا تابعنا بعض البرامج الرياضية عن قرب ستجد أن مموليها من أتباع النظام السابق ولذلك فإنني مقتنع بأن الثورة المضادة ستبدأ من استغلال انعدام الرقابة في الرياضة المصرية خاصة كرة القدم وكمؤسس لجمعية رياضيون ضد الفساد. فقد كان لي لقاء مع المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وأخبرته بهذا الهاجس وحذرته بضرورة توخي الحذر, وانه يجب وضع رقابة علي الوسط الكروي الرياضي لأن الأمور به مازالت كما هي ولم يحدث بها أي تغيير فهل يعقل أن التغيير قد شمل أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر بينما مازال الوسط الرياضي كما هو؟! ويري الكابتن مصطفي يونس أن ما حدث مهزلة بكل المقاييس ولا يعبر من الشعب المصري وأعتقد أن ما حدث هو عملية مدبرة يريد من وراءها احراج الثورة الأمر الذي يؤكد ضرورة وجود السلطة والأمن للوجود بقوة وبحزم لأننا أصبحنا غير آمنين في بلدنا, وهذا سيؤثر حتما علي السياحة والاستثمار في مصر. وأطالب المجلس العسكري بتوقيع أشد العقوبة وعمل تحقيق موسع حول هذا الحادث كما حدث سابقا في موقعة الجمل.