من المستبعد أن تمتنع حركة حماس عن الرد علي عملية الأغتيال التي قامت بها إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح أمس بحق ثلاثة قياديين في كتائب القسام الجناح العسكري للحركة وهم القيادي البارز إسماعيل لبّد (أبوجعفر) وشقيقه محمد لبّد ومحمد الداية في غارة استهدفت سيارة كانوا يستقلونها عند مفترق المطاحن (أبوهولي) بوسط غزة خاصة إذا علمنا أن الثلاتة ينتمون للصف الأول لقادة القسام بل أن احدهم وهو أبوجعفر لبد يعد الذراع اليمني للقائد الفعلي للكتائب أحمد الجعبري (أبومحمد ). ورغم أن إسرائيل أعلنت أن عملية الأغتيال التي قامت بها لاتعد خرقا للهدنة غير المكتوبة بينها وبين حماس مبررة تلك الجريمة بأنها استهدفت أحباط عملية كان الثلاثة يخططون لها تتمثل في محاولة أختطاف سياح إسرائيليين من سيناء خلال عطلة عيد الفصح اليهودي لمساومتهم بأسري فلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية إلا أنها لم تقدم أي دليل مقنع لهذا التبرير الساذج والذي لم يصدقه أحد و في الغالب فأن إسرائيل قامت بهذه العملية عندما تأكدت انه بأمكانها ولأول مرة منذ فترةطويلة الوصول لأحد أبرز قادة القسام وفي نفس الوقت تحقيق نجاح فشلت فيه سابقا حيث لم تتمكن في الماضي من الوصول للقائد أبوجعفر لبد الذي يتمتع بحس أمني كبير ولايمكن برصده بسهوله وكان احد العقول المفكرة وراء العمليات ضد إسرائيل منذ سنوات طولة رغم أن عمره لايزيد عن 33 عاما . وحسب معرفتنا بفكر وتركيب قيادة كتائب القسام العسكرية فمن المستبعد أن تبتلع صدمة إغتيال القادة الثلاثة دون رد والمؤكد أنها سترد سريعا وبشكل موجع حتي تجعل إسرائيل تفكر ألف مرة قبل تكرار مثل هذه الجريمة وكذلك من أجل إيصال رسالة لجميع عناصرها بأن دمائهم لاتذهب سدي وأن إنتهاك إلإسراءئيليين للتهدئة لايمكن أن يمر مرور الكرام وبالتاليفأن مصير عملية التهدئة كلها بات في مهب الريح بسبب حماقة القيادة العسكرية الإسرائيلية وسذاجة مبرراتها . وبالنسبة للشهيد "إسماعيل لبد" فقد شارك وهو طفل في فعاليات الانتفاضة الأولى (1987- 1982)من خلال القاء الحجارة باتجاه جنود الأحتلال بغزة ، وتعرض للاعتقال لدى جهاز الاستخبارات العسكرية والأمن الوقائي الفلسطينيين بعد تشكيل السلطة الفلسطينية عام 1996على فترات عديدة . وكان المرافق الخاص للشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خلال أنتفاضة الأقصي التي بدأت عام 2000 وقد تعرض لإصابة إثر انفجار قذيفة هاون أثناء إطلاقها باتجاه مستوطنات العدو، مما أدي لفقدان إحدى عينيه . يُعد أبو جعفر لبد أحد المطلوبين لقوات الاحتلال وقد حاولت اغتياله مسبقاً في إحدى الغارات التي شنتها ضده في حي النصر بمدينة غزة دون أن يصاب بأذى، فيما قصف منزله خلال عملية الرصاص المصبوب على القطاع مما أدي لتضرره بشكل كامل.