نبيل الطاروطي : اسفرت ثورة25 يناير عن تلاحم قوي وفريد بين الشعب وقواته المسلحة تحت شعار الشعب والجيش.. ايد واحدة غير ان الكثيرين من فلول النظام البائد لم يعجبهم ذلك فراحوا يسعون لاشعال فتنة طائفية في قرية صول في محاولة لتدمير مصر من الداخل, فحاولوا جر الوطن إلي فخ. ظنا منهم ان مصر غير مستعدة لمواجهته,وتعد هذه الحادثة الاولي بعد الثورة بمثابة اول ثغرة في الجبهة التي ولدت حصينة بين الشعب والجيش بعد25 يناير, كما تعد كنيسة صول اول اختيار حقيقي للثوار والقوات المسلحة علي السواء, وطريقة التعامل مع هذه الثغرة يترتب عليه نجاح قواتنا المسلحة التي نثق فيها. في العبور الكامل بالوطن نحو التغيير او الوقوف عند مغادرة رأس النظام وهو ما لانتمناه ولاننتظره منها, لان الاخفاق لا قدر الله يعني عودة النظام لتجميع فلوله من جديد. وفي اعتقادي ان هذه الثغرة رغم بشاعتها فإننا قادرون علي تجاوزها والتام جروحها بطرق جديدة وعصرية غير تلك التي يتعانق فيها اصحاب العمائم والفضيلة,فمثل هذه المعالجات الماضية سئم منها المصريون الذين يجب عليهم الحفاظ علي مكتسبات ثورة25 يناير وتعانق الهلال مع الصليب والصلاة مع القداس في ميدان التحرير, وهنا يأتي دور شباب ائتلاف الثورة الذي يجب عليه ان يقوم والآن بدوره فيمثل هذه الاحداث ويتوجه مع ممثلين من اهالي قريةصول الي بيوتهم وحقولهم فيلفتة انسانية تعبر عن التسامح الحقيقي بين نسيج الأمة كما تعبر عن المشاركة الشعبية الراسخة بين نسيج الشعب الواحد, فالمسلم والمسيحي اخوة.. نعم اخوة. اخوة بوحدة الدم.. الارض.. التاريخ, تتأصل في نفوسهم عقيدة الايمان بالله فالاسلام دين سلام والمسيحية دين محبة, وعلي الأرض.. أرض مصر نحيا بالمحبة والسلام.. فمصر.. ارضنا.. حبنا.. امنا.. ام الصابرين. لابد ان يتغير مفهومنا كشعب. بعيدا عن اللقاءآت الرسمية وموائد الافطار والعشاء.. لمعالجة قضايا الوحدة الوطنية وان يأخذ الشعب والشباب المبادرة جنبا الي جنب مع قواتنا المسلحة التي نثق في قدرها علي معالجة هذه الثغرة بعد ان حققت لنا العبور الكبير في25 يناير. حتي لاندفع ثمنا غاليا يعاني منه المصريون اقتصاديا ونفسيا. وقد اوصانا رسول الله بالاقباط فقال قبط مصر فإنهم اخوال واصهار وهم اعوانكم علي عدوكم, واعوانكم علي دينكم فالاقباط اخوال.. والمسلمين ا عمام في اسرة واحدة متعاونين في امور الدنيا متسامحين في شئون الدين تكريسا لحكم الشرع, وايمانا بالرسالة السمحة لالنفرق بين احد من رسله. هكذا يجب ان تمضي مصر الكنانة.. ارض الحضارات وملتقي القارات ومسار الرسل والانبياء.. تمضي بحضارتها العريقة ووحدتها الوطنية الراسخة علي مدي الزمان وضمانات دستورها المقبل لدخول القرن الحادي والعشرين تجديدا لدورها القيادي الرائد فيشرق عصر والانسان المصري حيث تحكم الضمائر من جديد وينتهي الشر والالم, وتمحي الكراهية والحقد والتعصب, وتزول فوارق الجنس والدين وتختفي القبلية وبذلك تنتشر الجنة علي ارض مصر. بين السطور مش اي عين ممكن تشوف.. بين السطور محتاج لعيون الفيلسوف.. الخوف امان والامن خوف.. كل الأمور غير الأمور... بين السطور.