عقب ساعات من الفشل الذي منيت به قوات القذافي مساء أمس علي أيدي الثوار الذين يسعون للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي قضي حتي الان في الحكم42 عاما. وقد أرسل القذافي القوات الموالية له مدعومين بعشرات الدبابات والمدرعات والجنود المدججين بالسلاح, حيث دخلوا بلدة الزاوية بغرب ليبيا. بعد معارك دامية وقعت بينهم و بين الثوار الامر الذي أسفرت عن مقتل نحو62 من الثوار من سكان الزاوية بحسب ما ذكرته وكالة الاسوشيتد برس.واضافت ان قوات القذافي اخترقت صفوف الثوار. ونقلت الوكالة أيضا عن سائقي سيارات الاسعاف الذين وصلوا الي المنطقة ان عدد القتلي يقدر بنحو26. وقال يوسف شاقان المتحدث باسم المعارضة المسلحة في الزاوية أن قوات القذافي دخلت الزاوية الساعة من السادسة صباح أمس بقوات كثيرة ومئات من الجنود وأعداد من الدبابات. واضاف قائلا: نري أناسا كثيرين وعددا كبيرا من السكان يفر. يدور قتال عنيف الآن. وأوضح ان المعارضة المسلحة لاتزال تسيطر علي جيوب في البلدة واستولت علي دبابتين اثر تبادل لاطلاق النار مع الجيش صباح أمس. وقال شاقان إن قوات القذافي تهاجم المواطنين المدنيين. وأن إطلاق النار كثيف, وأنهم يأخذون الناس من البيوت, وأن الناس يهربون إلي القري القريبة, وأن عددا كبيرا من القتلي سقط ولكنه لم يستطع تحديد العدد. وقال دون ذكر تفاصيل ان قوات القذافي تستخدم قذائف شديدة الإنفجار. وقالت قنوات تليفزيونية فضائية عربية إن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت النيران علي مناطق سكنية في بلدة الزاوية بغرب ليبيا أمس مع استمرار الاشتباكات في البلدة.وقالت مراسلة رويترز إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تطوق بلدة الزاوية بغرب ليبيا وتقترب من وسط البلدة بعد أن صدتها المعارضة المسلحة في وقت سابق من أمس. واضافت ان قوات القذافي تطوق الزاوية وهناك العديد من نقاط التفتيش. وتشدد( القوات) قبضتها علي الوسط مضيفة أن قوات الحكومة تحرس نقاط التفتيش علي بعد نحو ثلاثة كيلومترات من وسط البلدة. وقال أحد المعارضين المسلحين في حديث هاتفي لرويترز إن قوات القذافي تعيد تنظيم نفسها عند مدخل البلدة بعد ردعها صباح أمس. وفي شرق ليبيا قال معارضون مسلحون انهم يسيطرون علي رقعة اكبر في زحفهم صوب الغرب وانهم يسيطرون علي بلدة بن جواد التي تقع علي بعد نحو525 كيلومترا شرقي طرابلس. وفي وقت سابق أمس تجددت المعارك في ميناء راس لانوف النفطي علي بعد660 كيلومترا من طرابلس. وقال شهود ان المعارضين فتحوا النيران علي طائرة هليكوبتر تحلق في الاجواء بعد يوم من تصريحهم بأنهم سيطروا علي البلدة. وبعد أسبوعين من الانتفاضة علي حكم القذافي سيطر المعارضون علي معظم ارجاء المنطقة الشرقية بينما تسيطر حكومته علي الغرب. ولكن المعارك الأخيرة تبين ان خطوط القتال ابعد ما تكون عن الوضوح وقد تتغير بسرعة. وتشير الهجمات المضادة التي شنها موالون للقذافي في الاسبوع الماضي حسب ماذكرته صحيفة ديلي تلجراف البريطانية أمس أنه تم وضع قوة بريطانية في حالة استعداد تحسبا لنشرها في ليبيا في غضون24ساعة اذا تصاعدت الازمة في الدولة الواقعة في شمال افريقيا. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن هذه القوة عبارة عن وحدة مشاة قوامها600 جندي كانت قد عادت من أفغانستان في2009. وذكرت الصحيفة ان وزارة الدفاع البريطانية شددت علي إن الوحدة العسكرية علي استعداد للقيام بعمليات إنسانية وليس قتالية. وأضافت أن لندن تستعد لإرسال عدد من الخبراء إلي مدينة بنغازي الواقعة شرقي ليبيا الخاضعة لسيطرة المعارضين للقذافي. وفي هذه الأثناء, يعقد المجلس الوطني الذي شكلته قوي المعارضة في مدينة بنغازي أول اجتماع له السبت. وذكرت قناة العربية الفضائية أن المجلس سيعقد اجتماعه سرا بسبب مخاوف أمنية حيث لا تزال قوات الأمن الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تحاول استعادة السيطرة علي المدن التي سقطت في أيدي الثوار.وقالت العربية إن المجلس سيناقش مسألة وضع حد للضربات الجوية التي تنفذها قوات القذافي ضمن موضوعات أخري. ويهدف المجلس إلي إضفاء صبغة سياسية علي الانتفاضة التي خرجت ضد القذافي. وتشكل المجلس علي يد وزير العدل الليبي السابق مصطفي عبد الجليل الذي انشق عن نظام القذافي لينضم إلي الثوار. ويضم المجلس31 عضوا من عدد من المدن المحررة. وطلب نظام الزعيم الليبيمعمر القذافي من مجلس الأمن الدولي تعليق عقوباته التي أقرها السبت الماضي ضد القذافي وعدد من أفراد أسرته والمقربين منه علي خلفية القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية. وأشار النظام الليبي في رسالة وجهها إلي مجلس الأمن إلي أن اللجوء للعنف ضد المتظاهرين كان في الحدود الدنيا, مضيفا أن الحكومة مندهشة من العقوبات التي أقرها المجلس السبت. وفي أول رديصدر عن النظام الليبي تجاه الأممالمتحدة, طالب النظام الليبي في رسالته بتعليق قرار منع السفر وتجميد الأصول الصادر بحق القذافي والمقربين منه إلي أن يتم جلاء الحقيقة.