عرف التاريخ وشهد كثيرا علي طغاة أحسوا بأسي شعوبهم عليهم ورفضهم لهم فما كان منهم سوي محاولة قمعهم بالقوة وإن كانت قسوة العقيد القذافي شديدة وعنيفة علي شعبه ولا يحتاج أحد لتأكيد ذلك , فقد هدد بتحويل ليبيا إلي نار حمرا وقد قرر عدد من الضباط بداية من رتبة نقيب إلي لواء الالتجاء إلي الشعب ومساندة ثورته التي صبغها الأخ القائد بلون الدماء.. ومنهم من شاركه ثورته المشئومة عام..1969 اللواء سليمان محمود سليمان قائد منطقة طبرق العسكرية أحد الضباط الوحدوين الأحرار والذي تولي نائب مدير المخابرات الحربية وقائد الحرس الجمهوري والمفتش العام للجيش الليبي.. والذي كان أول من أعلن انضمامه للثوار بعد بدء الثورة بيومين غير عابئ بما قد يتعرض له من قتل أو اغتيال أو تنكيل إذا لم تنجح الثورة كما نكل القذافي طوال تاريخه برفاقه من الأحرار الوحدوين وتخلص منهم وقد التقته الأهرام في مبني قيادة طبرق العسكرية الذي ظل بها قائدا مع كل ضباطها باستثناء العميد فتح الله الشهيبي الذي لم يستمع إلي اللواء سليمان أو ينحاز معه كزملائه للثوار, وحرمهم من مخازن الذخيرة في كتيبة عمر المختار بتفجيرها لمنع الثوار من الاستيلاء عليها وهروبه بجنوده للانضمام إلي كتائب القذافي مع الضابط حنيش القذافي ابن عم العقيد. سألت اللواء سليمان: وكيف لم تستطع منعه من ذلك؟ الخطأ وقع من الضباط الذين أرسلتهم له ليقنعوه بالانضمام إلينا وموافقتهم علي منحه3 ساعات مهلة للتفكير وهنا فعل ما فعل. وهل حرضت آخرين ونجحت معهم؟ نعم حرضت زملائي ورفاق السلاح في بنغازي بعضهم استجاب مثل خليفة المسماري وعبدالفتاح يونس وزير الداخلية وفتحي الكيلاني قائد قاعدة محمد التهامي الجوية ببنيسنا. وفي قيادة المنطقة كم بلغت نسبة من استجابوا لتحريضك؟ 100% باستثناء هذا الشهيبي. ولماذا انقلبت علي القذافي وهو رفيق سلاح؟ لأنه أصبح مريضا بالجنون.. فلا يوجد في التاريخ ثائر من سبارتكوس إلي جيفارا وجمال عبدالناصر حاول أن يكون ملكا ويطلب لنفسه ألقابا ملكية سوي معمر القذافي عندما أعلن نفسه ملك ملوك إفريقيا. وابتعد عن مصر وقتها أدركت أنه أصيب بجنون العظمة وقبلها أيضا عندما بدأ في تنفيذ خطوات سيناريو توريث الحكم لابنه. ولكنكم كنتم تغضون الطرف عن ذلك علي الأقل أو تقبلون؟ لا.. أنا لم أقبل واختلفت معه منذ ثلاث سنوات أو بالأحري غضب مني عندما فاتحته في هذا الأمر. كيف ومتي؟ قبل أيام من عيد الثورة منذ ثلاث سنوات اجتمعت معه في الجفرة ومعنا الضباط الأحرار المتبقون في السلطة أو الخدمة ومنهم أبوبكر يونس جابر وعبدالفتاح يونس وغيرهما.. وقلت له نري أن هناك نية للتوريث فصمت ولم يرد, وبالتالي لم أكمل الحديث.. وفي اليوم التالي كان هناك اجتماع بقيادة الجيش مع أبوبكر يونس وجاءني ضابط برتبة عميد اسمه مسعود عبدالحفيظ القذافي قائد منطقة سبها حاليا وهو الذي يجلب المرتزقة السود من النيجر وتشاد ومالي والسنغال ليهاجم بهم الثوار وسألني: لماذا تتحدث عن التوريث؟ ومن أنت لتتحدث فيه؟ ومن تمثل؟ وحدث تراشق بيننا بالألفاظ فأخذت الطائرة وجئت إلي طبرق وظللت فيها إلي الآن لا أذهب إلي سرت أو الجفرة أو طرابلس خوفا من الاغتيال.. ربما ليس خوفا بمعني الخوف ولكن ابتعادا عن الرجل الذي بدأ في التحول إلي ملك والغريب أنه لم يفكر في عزلي. كيف انضممت إلي الثورة؟ يوم السبت19 فبراير اتصل بي أحد تجار الذهب من بنغازي واسمه فتحي مزكور الورفلي وفي أثناء اشتراكه في مظاهرات بنغازي كان يبكي وهو يسمعني صوت الرصاص ويسألني أتسمع صوت الرصاص فأقول له نعم هذه طلقات مضادة للطائرات وهذه... رشاش آلي وهذه وهكذا قال يا سيادة اللواء هذا الرصاص يطلق علي صدور شبابنا من بنادق كتيبة الفضيل بوعمر حزنت واتصلت بزوجتي فأخبرتني أنها ستخرج للعزاء في أبناء جيراننا من شهداء الثورة, ظللت في تفكير طوال الليل حتي قررت الانضمام للثورة ظهر اليوم التالي فخرجت للمشاركة مع الثوار في ميدان طبرق, ودخلت إلي المسجد الكبير ومن خلال مكبر الصوت أعلنت انفصالي عن النظام وماهو تقديرك للموقف الآن؟ أتوقع لهذا الطاغية الذي خطب في الشعب ليقول له إن المعركة لم تبدأ بعد(!) أن ينتهي وحتما سينتهي والدليل علي ذلك مفاوضته وأركان نظامه لأبناء الزاوية لدفع الملايين لهم ليتوقفوا عن قتاله وزيادة المرتب للموظفين وغيرها. وهل زاد مرتبك؟ لم نعد نحصل علي مرتبات أنا وضباطي وجنودي.. ولا يهمنا فشعبي( يأكلني) أنا وجنودي ومساعدات مصر تصل إلينا فلا نحتاج له. ومتي تري نهاية وكيف؟ هي قريبة جدا ربما قبل أن تنشر حوارك هذا, وستكون بقتله علي يد أحد أبنائه أو أقاربه أو ضباطه. هل الأوضاع الحالية فيمصر أثرت عليالثورة عندكم؟ أولا أحيي شباب25 يناير والمجلس العسكريوالجيش المصريالذيأكد لنا جميعا أن مصر تستعيد قوتها بسماحهم بمرور سفينتيإيران, ومصر لم تغلق حدودها معنا وهذا نوع من دعم الثورة لأن غلق مصر لحدودها إذا حدث يضعف ليبيا مثلما حدث إبان الاحتلال الإيطالي, ومصر الآن أرسلت لنا المساعدات وفتحت الحدود معنا ولكن ما نحتاجه أكثر هو إعلان موقفها وتأييدها للثورة لأن الدعم المعنويالمصريوالتأييد أهم من الماديوهو الأهم بالنسبة لنا من مواقف أيدولة فيالعالم.. ونحن ننتظر من مصر أن تستنكر قتل الشعب الليبيوابادته لأن ذلك من قوة مصر