حتي فسحة الغلابة لم تسلم من آيادي الفاسدين, و لأجل عيون ومحسوبيات السيد جمال مبارك تشردت720 أسرة من المراكبية بمجرد أن سيادته مر علي كورنيش الزمالك, ووجد خطأ فادحا ارتكبه كل من وزير الري ووزير السياحة في حق البواخر الفاخرة. حيث سمح للمراكبية بالرسو في حديقة الجزيرة أسفل كوبري قصر النيل تحت مسمي المشروع الريادي. أصدر جمال قرارا شفهيا لعبدالرحيم شحاتة محافظ القاهرة الاسبق بسرعة طردهم فلا يصح وجودهم بالقرب من مراسي البواخر العتية أمبريلا, والسرايا وعلاء الدين والبلو نايل وغيرها من البواخر التي حصلت كل منها علي كوبري بمبلغ7 ملايين جنيه وأصبح كل من يمتلك المبلغ يحق له أن ترسو باخرته اينما يشاء, وزحفت العديد من البواخر علي النيل بهذا الشكل وتلك الطريقة وتم وقف تراخيص مراكبية المشروع الريادي منذ عام95 بحجة تجهيز الحديقة وتطويرها, ومن ثم قاموا بتسويرها وطرد المراكبية إلي كورنيش طره لتنزيه المساجين وأهاليهم علي حد التعبير الساخر لشيخ المراكبية الريس مصري عبدالرحيم الذي يؤكد ملكيتهم لتراخيص الحديقة منذ عام53 وقد ورثوا المهنة أباعن جد ولايعرفون غيرها, ويري أن السياحة النيلية لابد وان تكون في منتزه أو حديقة ولايمكن أن تكون عشوائية في مكان غير مجهز بمعديات وسلالم آمنة ومراسي وبراطيم, وأشار إلي أن كل المراكبية لازالوا يحتفظون بعدادات الكهرباء الخاصة بهم, وقد ظلوا ملتزمين بدفع الضرائب والتأمينات وايجار البراطيم التي كانت تصل إلي23 ألف جنيه سنويا حتي تم ايقاف التراخيص, أما الآن فانهم ملزمون بدفع تأمينات المراكب والصيانة الدورية والتي تصل إلي15 ألف جنيه سنويا لكل مركب, لذلك رفضوا الترحيل إلي طره ورفعوا مظالهم إلي القضاء عام96 حتي لبي وزير الري محمود أبو زيد ومحافظ القاهرة عبدالعظيم وزير مطالبهم, وتم ترحيلهم إلي كورنيش معهد ناصر لتنزيه المرضي هذه المرة, ورغبة في هدوء الحال والمكسب الحلال وليس الاستسلام ارتضوا الوضع ونزهوا المرضي والمسنين لاكثر من خمس سنوات في منطقة غير سياحية لايرتادها للتنزه لا غلابة ولا عرب ولا أجانب. وأشار أصغر المراكبية وليد عبدالحميد إلي أنهم باعوا كل مايملكون لدفع التأمينات والاكل فقط طوال14 عاما, حتي لجأت بعض الأسر إلي التسول والبيع بالشوارع ومحطات المترو, لذلك قرروا الرسو في الجهة المقابلة من حديقتهم ولكن أمام هيلتون رمسيس بعد أن باع الكثيرون منهم مراكبهم وتشاركوا جميعا في14 مركبا يتقاسمون ثلاثة أدوار فقط في اليوم وكلها رحلات جماعية بتسعيرة2 جنيه للفرد, ومع ذلك لم يسلموا من مطاردات شرطة المسطحات المائية والتعرض لتلفيق التهم الزور ودس المخدرات وشفرات الحلاقة وغيره بل والسطو علي السلم الوحيد الذي استخدموه كوبري, ولكي يستردوه لابد من دفع الاتاوة أولا والتي يصدرها بعض ضباط وأمناء قسم شرطة بولاق بنحو1300 جحنيه وقد قاموا الاسبوع الماضي برفع شكواهم إلي وزير الري. وأكد المراكبي ناصر ابن الريس مصري انه رفض مقابلتهم وقابلهم من ينوب عنه وهو خطاب محمد خطاب ولم يصلوا معه إلي وعد بحل, فاتفقوا علي التجمهر أمام وزارة الري خصوصا بعد تقدمهم ببيان إلي القوات المسلحة التي أشارت عليهم باللجوء إلي وزارة الري لأن الأمر تختص به الوزارة وهم في النهاية كما يقولون لايريدون سوي الكسب المشروع ووقف تشرد أطفالهم وضياع أسرهم حتي وان كانت بمكاسب بسيطة2 جنيه للفرد في الساعة و30 جنيها للطلعة الخاصة.