وسط مخاوف من أن تكون بداية لأسوأ موجة ثلوج تجتاح واشنطن منذ90 عاما, اجتاحت عاصفة قوية وسط الساحل الامريكي المطل علي المحيط الاطلنطي أمس. حاملة معها كميات كبيرة من الثلوج, مما أدي الي توقف حركة النقل الجوي والنهري والمرور. ويتوقع سقوط ثلوج يتراوح سمكها بين51 الي76 سنتيمترا من فيرجينيا الي نيوجرسي, نظرا لوجود توقعات باتجاه العاصفة نحو البحر. وسقطت ثلوج يبلغ سمكها نحو25 سنتيمترا في واشنطن, وتسببت الرياح القوية في هبوب عواصف ثلجية خاصة علي طول وسط الساحل الامريكي المطل علي المحيط الاطلنطي. كما نصحت السلطات قائدي السيارات بعدم القيادة, ولن يتم تشغيل خدمة المترو في واشنطن سوي قطارات الانفاق. وانقطعت الكهرباء عن آلاف المنازل في منطقة واشنطن, إذ أدت الثلوج الكثيفة الي انقطاع خطوط الكهرباء ودفعت العاصمة الي إغلاق المدارس وظهور طوابير طويلة علي المتاجر, بينما سارع سكان المنطقة المذعورون الي تخزين السلع الغذائية وغيرها من الامدادات قبل حفل تقليدي في مطلع الاسبوع لمشاهدة مباراة نهائي دوري كرة القدم الأمريكية اليوم. واعلنت كل من فيرجينيا وميريلاند ومنطقة كولومبيا حالة الطوارئ بسبب الثلوج, وتسمح هذه الإعلانات للولايات بتنشيط اجهزة الطوارئ, ومن بينها الحرس الوطني للمساعدة في الاستعداد لموجة الطقس الشتوي القارس والتعامل مع تداعياتها. وفي خضم الانقسام العالمي حول سبل التصدي لمخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري, حذر تقرير امريكي حديث من ان ذوبان الجليد بالقطب الشمالي يمكن ان يكلف قطاعات الزراعة والعقارات والتأمينات في العالم خسائر تتراوح ما بين2.4 إلي24 تريليون دولار قبل حلول2050, وهو ما أرجعه التقرير الي ارتفاع مستويات البحار والفيضانات والموجات الحارة. وأكد إيبان جودستاين الخبير الاقتصادي في مجال الموارد بكلية بارد كوليدج بولاية نيويورك, والذي شارك في إعداد التقرير الذي يحمل اسم الخزانة القطبية الشمالية والأصول العالمية تذوب, أن كل فرد في العالم سيتحمل تكاليف هذه الكارثة. كما أشار الي ان التقرير الذي راجعه اكثر من12 عالما واقتصاديا ومولته مجموعة بيو للبيئة يقدم اول محاولة لإحصاء تكلفة خسارة احد اكبر صناع الطقس في العالم, موضحا ان القطب الشمالي هو مكيف الهواء لهذا الكوكب وبدأ في الانهيار. وأوضح التقرير ان ذوبان جليد البحر القطبي الشمالي والغطاء الجليدي يكلف العالم بالفعل مابين61 مليار دولار و371 مليار دولار سنويا من نفقات ترتبط بالموجات الحارة والفيضانات وعوامل اخري. ولم يقتصر غضب الطبيعة وانعكاسه علي الحياة البشرية عند هذا الحد, فقد حذر خبراء البيئة من ان فقدان انواع من الحيوانات والنباتات يعد تهديدا اقتصاديا متزايدا, وأن العالم في حاجة الي اهداف جديدة لحماية الطبيعة بعد الفشل في تحقيق هدف الاممالمتحدة لعام2010 وهو ابطاء الانقراض.
