رفضت بعض المستشفيات استقبال الشهداء والمصابين في أحداث ثورة الشعب في25 يناير, وماتلاها من أحداث أثارت حالة من الغضب لدي الشارع والرأي العام في مصر.. الأمر الذي دفع نقابة الأطباء لتشكيل لجنة للكشف عن التخاذل في أداء واجبات وأخلاقيات المهنة أثناء الثورة. علي جانب آخر قامت مستشفيات أخري بدور وطني ايجابي انطلاقا من إحساسها بالمسئولية تجاه ثورة الشعب واتفاقا مع أخلاقيات وممارسات المهنة.. منها مستشفي قصر العيني الفرنساوي التي استقبلت650 حالة إصابة منذ بداية الثورة وعلاجها بالمجان رغم أن المستشفي وحدة ذات طابع خاص تقدم العلاج بأجر. تركزت الإصابات بأعيرة نارية حية, وطلقات مطاطية وخرطوش, في منطقة الرأس والعينين.. ملحق شباب التحرير التقت ببعض المصابين الذين مازالوا تحت العلاج بالمستشفي. في البداية يقول محمد أحمد عبده 25 سنة إنه أصيب يوم28 يناير أمام قسم السلام, حيث فوجيء بإصابة طفل10 سنوات بطلق ناري وحينما حاول مساعدته أصيب بطلق ناري حي بالفخذ الأيمن تسبب في قطع بالأوردة وثقب بالوريد الأساسي ونزيف داخلي, وتم استخراج الطلقة بمستشفي السلام العام التي رفضت اعطائي تقرير بالحالة وما طلت مع قسم شرطة السلام, ومع تدهور حالتي بالمنزل توجهت للقصر الفرنساوي الذي استقبلني رغم عدم وجود تقرير طبي بالحالة, وأجريت عملية جراحية لإزالة جلطة بالوريد. ويقول أسامة سامح حلمي17 سنة إنه أصيب في ميدان المطرية يوم28 يناير بطلقتين ناريتين من ضباط قسم المطرية والأمن المركزي, أدت إلي كسر وتفتت في اليد اليمني, وطلقات مطاطية بالظهر واستقبلني القصر الفرنساوي حيث أجريت لي جراحة ترقيع من عظمة الحوض للذراع مع توصيل الأعصاب والأوردة, وتقاطع والدته ماهو مصير هؤلاء المصابين بعجز وسؤالي للحكومة التي تجاهلتنا الدولة أعطت للشهداء50 ألف جنيه فما هو مصير هؤلاء الشباب الذين أصيبوا بعجز كامل سيمنع عملهم في المستقبل وسيصبحون عاجزين! سيد عبدالظاهر حسن 36 سنة أصيب بطلق ناري في العين اليسري أدي لانفجار بالعين اليسري وتهتك بالشبكية, وذلك أمام وزارة الداخلية وتم نقله لأحد المستشفيات الخاصة, ثم إلي قصر الفرنساوي حيث تم إزالة6 بقايا بالشظايا خرطوش بالعين, وشظايا بالجيوب الأنفية بالجهة اليسري تسببت في نزيف داخلي. عمرو صلاح محمد(32 سنة) يقول إنه أصيب في ميدان عبدالمنعم رياض في معركة البغال الشهيرة, وذلك بطلق ناري حي أعلي الفخذ الأيمن تسبب في كسر وتفتت عظمة الفخذ, وتم نقلي للقصر القديم حيث أجري تثبيت خارجي للكسر, ثم نقلت للقصر الفرنساوي لعمل جراحة تثبيت داخلي للكسر وهي من العمليات المتقدمة. سامح حسن عبدالرحيم 29 سنة يرقد مصابا بشلل رباعي نتيجة الإصابة في ميدان التحرير بطلق ناري حي بالرقبة وبالوريد الرئيسي, ونقل للقصر الفرنساوي وأجري له شق حنجري ويتم رعايته بالرعاية المركزة وحالته في تحسن. ويقول عبدالله عفيفي محمد 24 سنة إنه أصيب في ميدان التحرير بطلقتين ناريتين أعلي الركبة من الأمام والخلف وتم عمل الإسعافات الأولية بميدان التحرير, ثم نقلت إلي المستشفي قوات المسلحة بالزيتون ومنها للقصر الفرنساوي حيث أجريت لي جراحة مجانية لتركيب شريحة ومسامير. ويؤكد حافظ إبراهيم 22 سنة أنه أصيب يوم28 يناير بميدان التحرير بخرطوش أدت إلي شظايا بالعين اليمني, وانفجار في بياض العين, وأجريت لي جراحة لاصلاح انفجار العين اليمني, وعدت مرة أخري لإجراء جراحة لاستخراج باقي شظايا العين. من جانبه قال الدكتور عمرو جاد, مدير قصر العيني الفرنساوي, إنه منذ بداية الأحداث أحست إدارة المستشفي بالمسئولية تجاه أبناء مصر وواجبها المهني, وكان القرار باستقبال كل الحالات وعلاجها دون التفرقة بين مصري وآخر ودون تحميل أي نفقات مالية, وذلك علي الرغم من أن المستشفي من الوحدات ذات الطابع الخاص التي تعالج بأجر, وقد تضافرت مجهودات الأطباء والتمريض في هذه المهمة وظلت المستشفي في حالة طواريء طوال24 ساعة خلال الأحداث, واستقبلنا650 حالة تنوعت بين إصابات بطلق ناري في الرقبة والرأس والعظام, وإصابات متعددة بالعين والوجه وجروح وكسور, كما وصلت15 حالة وفاة للمستشفي أعطي لذويهم تقارير طبية بأسباب الوفاة, وفي يوم جمعة الغضب والكلام للدكتور جاد وصل المستشفي118 حالة إصابة شديدة حيث تحولت المستشفي لملحة تظافرت فيها مجهودات الجميع, وأجرت المستشفي حتي الآن53 عملية جراحية متقدمة بأقسام الجراحة والمخ والأعصاب والعظام واستقبلنا كل الحالات المحولة من مستشفيات أخري. وأضاف أن المستشفي نظمت حملة للتبرع بالدم لانقاذ ضحايا الثورة ووصل عدد المتبرعين في يوم واحد240 متبرع, وتم تقديم الدم بالمجان للمستشفيات الأخري التي بها عجز, وعملت سيارات إسعاف المستشفي علي مدار الساعة في نقل المصابين من ميدان التحرير دون تمييز بين المصابين. وحول ما تردد من استخدام سيارات إسعاف المستشفي لنقل بلطجية الحزب الوطني.. نفي الدكتور جاد ذلك, مشيرا إلي أنها محاولة يائسة للنيل من دور المستشفي في دعم ومساندة شباب الثورة, وهذا ما أكده خطاب النائب العام حول هذه الشائعة, مؤكدا أننا سنقاضي هؤلاء الأشخاص في نقابة الأطباء ومجلس الجامعة. ويؤكد الدكتور جاد أن المستشفي مازالت علي اتصال وثيق بالرموز الشبابية لثورة25 يناير حيث يتم الاستجابة لمطالبهم بنقل بعض المصابين إلي قصر الفرنساوي لتقديم رعاية طبية متقدمة ومنها حالة أخيرة لشاب أصيب بانفجار بصمام المخ أثناء الثورة.