لاشك أن الأوضاع بعد25 يناير2011 تغيرت عما كانت قبل هذا التاريخ تماما.. وأصبحت الثورة التي أشعلها الشباب مثالا يحتذي به في كل مكان ينشد أصحابه الحرية والعدل والمساواة والكرامة. كما أنها ثورة اعترفت بعظمتها أعتي الديمقراطيات في العالم, إذ يكفي ما صرح به باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنه يجب تربية أبناء وطنه ليكونوا كشباب مصر, وما صرح به رئيس وزراء بريطانيا من أن هذه الثورة يجب أن تدرس في مدارس بريطانيا.. ولكن في ظل هذه النشوة والأفراح بنجاح الثورة يجب ألا ننسي أن هناك أمورا يجب أن نوليها عظيم الاهتمام ولتكن ضمن أولويات العمل في المرحلة الراهنة ومنها: } الحاجة الماسة لتأهيل هذا الشباب الرائع ليكون قادرا علي تحمل مسئولية العمل السياسي الذي ينشده, حيث تبين عند استضافة الفضائيات لكثيرين منهم ضعف معلوماتهم السياسية التشريعية مما يستدعي إعداد دورات تدريبية تثقيفية لهم بمعرفة خبراء القانون والسياسة والاقتصاد وغيرهم لإعدادهم للقيام بأدوارهم المستقبلية في خدمة الوطن وحتي نفوت الفرصة علي أي فصيل قد ينتهز نجاح الثورة لاحتواء هؤلاء الشباب وسرقة منجزاتهم. } علي شباب الثورة وكل المشاركين فيها النظر إلي المستقبل والعمل من أجل النهوض بهذا البلد ولا نقصر حديثنا علي الماضي ورموزه وأن نكف عن ظاهرة السباب والاستهانة والتشفي.. فالمصريون من شيمهم الكرم والتسامح والعفو عند المقدرة واحترام الكبار حتي ولو اختلفنا معهم لأن هناك قانونا سيطبق علي الجميع دون استثناء وسينال كل مخطيء جزاءه الذي يستحقه أيا كان موقعه. } يجب علي بعض من ينسبون نجاح الثورة إليهم وحدهم أن يتريثوا لأن الشباب وإن كانوا هم أصحاب الفضل الأول في إطلاق شرارة الثورة إلا أن جموع الشعب علي اختلاف طوائفه وفئاته ومن جميع الأعمار والمعتقدات كانوا هم الحضن الدافيء لشباب الثورة والدرع الواقية التي صدت عنهم جحافل الشرطة وبلطجية الخيول والجمال وسقط من هذا الشعب شهداء كثيرون رووا أرض هذا الوطن بدمائهم من أجل أن تنجح الثورة. } الاسراع بإنهاء الخصومة بين جهاز الشرطة والمواطنين وتجنب الأحاديث التشنجية التي تدعو إلي استمرار هذه القطيعة والنيل من ضباط وأفراد الشرطة وتعميم الاتهامات لهم دون تمييز.. ولا يعرف كثيرون أن من شارك من رجال الشرطة في قمع المظاهرات لا يمثل النسبة الأكبر من رجال الشرطة الذين كانوا ضحايا لتعليمات قادتهم الكبار الذين يتعقبهم القانون الآن ومن أخطأ منهم لن يفلت من العقاب, لذا يجب اعطاء رجال الشرطة علي اختلاف تخصصاتهم الثقة التامة والالتفاف حولهم في هذا الظرف الصعب وتشجيعهم علي العودة إلي أعمالهم من أجل تحقيق أمن الوطن وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين من مرور وجوازات وغيرها بالإضافة إلي تأمين البنوك والمصالح المختلفة حتي تدور عجلة الاقتصاد من جديد, ولاشك أن تعامل الشرطة مع المواطنين بعد الثورة سيختلف بالتأكيد عما كان قبلها. } سرعة تكوين لجان بكل قطاع لحصر ما تم نهبه من معدات ومبان وحصر الشقق التي تم اغتصابها والأراضي الزراعية التي تم تبويرها والبناء عليها وأراضي الدولة التي تمت سرقتها خلال فترة الغياب الأمني وتشكيل فرق العمل اللازمة بالتنسيق مع جهاز الشرطة لإعادة الحقوق إلي أصحابها واسترداد أملاك الدولة وسرعة تطبيق القانون علي المعتدين لأن أوضاع البلد تستلزم تضافر الجهود لحماية الدولة وليس سرقتها ونهب الأموال العامة والخاصة وترهيب المواطنين الآمنين وترويعهم. صالح خميس حسن لواء شرطة بالمعاش الاسكندرية