الآخرون قادمون الدلائل تؤكد أن النظامين الليبي واليمني في الطريق قادمان. ذلك أن أعراض الأنظمة التي تتساقط تبدو واحدة, وأولها طول العمر واستمرار حكامها في مقاعدهم زمنا طويلا يرسخ الفساد والمفسدين. فزين العابدين بن علي(74 سنة) أمضي في حكم تونس24 سنة, وحسني مبارك(83 سنة) له30 سنة في حكم مصر, ومعمر القذافي وإن كان أصغر الرؤساء( مواليد يونيو1942) إلا أنه صاحب أطول فترة حكم بين الحكام العرب( أكثر من40 سنة) أما علي عبد الله صالح وهو أكبر من القذافي بأربعة شهور فله33 سنة في حكم اليمن. وحسب تفسير التاريخ فإن ارتباط الحاكم بكرسيه طويلا يجعله عاجزا عن التفاعل مع الأحداث خاصة الثورات التي يقوم بها الشباب. فالثورات حركة تقاس بالساعة وربما بالدقائق مما يتطلب سرعة تفكير وقرارات ومناورات يحاول بها الحاكم أن يسبق تطلعات الثائرين, بينما استمرار السلطة يصيب الحكام بنوع من تصلب الشرايين الفكري يفقدهم القدرة علي المناورة والحسم. وفي الوقت نفسه فإن طول فترة الحاكم أوالرئيس في أي موقع يجعله بحكم الطبيعة البشرية يحصر دائرة المحيطين به في الذين يقولون له مايحب أن يسمعه لا مايجب أن يعرفه, ولهذا بينما تضعف قدرة الرئيس الذي طال في الحكم علي رؤية الواقع, فإن البطانة حوله لا تستطيع إسعافه بالرأي السليم عند الخطر لمعرفتها أن ذلك يؤدي الي القضاء عليها. وقد كانت إدارة حسني مبارك للأزمة التي ظهرت علاماتها قبل يوم28 يناير حتي مساء تخليه في11 فبراير نموذجا يمكن تدريسه للادارة الفاشلة, وكيف تصدر قرارا صحيحا ولكن في الوقت الخطأ, فلم يحدث خلال الأزمة أن آصدر مبارك قرارا واحدا في التوقيت المناسب, وإنما كانت كل قراراته في الساعة الخامسة والعشرين بعد تحرك القطار. مبارك لن يكون الأخير فالبقية قادمون! [email protected]