الكثير كانوا يعلمون أن الرئيس المخلوع حسني مبارك منذ يوم السبت29 يناير عندما عين عمر سليمان نائبا له وأحمد شفيق رئيسا للوزراء قد أدرك اخيرا حجم الكارثة.. وصدق الثورة, وكان لا يستطيع في واقع الأمر أن يتراجع عن تنفيذ كل مطالبها في مقابل أن يستمر سبعة أشهر فقط ليصبح الرئيس السابق. , ولكن دماء الشهداء حالت دون ذلك.. وكان ذلك نعمة لاستكمال شكل الثورة بالقضاء علي رأس النظام وأركانه في يوم الجمعة2/11/..1102 والأهم أن يكون عبرة لمن سيأتي بعده إذا أراد أن يتلاعب بمقدرات الأمة. إن إبرز سمات هذه الثورة أنها أول ثورة علي قاعدة من التكنولوجيا الحديثة الكمبيوتر والموبايل!! والأهم: رغم تخلي مبارك عن سلطاته إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي وقفت من أول لحظة مع الشعب وحمت الشباب وأدي المتحدث الرسمي لها التحية العسكرية لأرواح الشهداء إلا ان بعضهم وهم قلة في ميدان التحرير اعلنوا عدم ترك الميدان.. إلا أن ذلك يعتبر تزيد بعد أن اعلنت القوات المسلحة حماية وتنفيذ كل متطلبات الثورة.. وتعهدها في البيان الثالث أنهم ليسوا بديلا عن الشرعية التي يريدها الشعب( عبر صناديق الانتخاب), وأعتقد انهم هم الذين أجبروا مبارك علي سرعة التنحي حماية لمصر.. خاصة ان خبراء وفقهاء القانون الدستوري وبعض الشخصيات العامة المشهود لها بالنزاهة من الجميع يعكفون الآن علي تعديل المواد المعيبة به والقوانين المشوهة ذات الصلة بها في ممارسة الحياة السياسية. واجتهادي أن تعديل هذه المواد وانتخاب رئيس جديد للبلاد يتم في عهده وضع دستور جديد يتم بعده انتخاب مجلسي الشعب والشوري أكثر ضمانا للاستقرار.. وللشباب الذين عشت دائما في وسطهم مدافعا عنهم في الجامعات وفي لقاءات رغم قلتها بالاذاعة والتليفزيون إلا انها شاهد.. أقول لهم إن دور ميدان التحرير انتهي بجدارة واستحقاق من أجل مصلحة مصر العليا ومن أجل شعبها أبائكم وامهاتكم الذين وقفوا خلفكم بكل قوة.. حتي لا يشوه أحد أو ينتقص من الدور الذي قمتم به.. ولا يعني هذا نهاية دوركم وانما يجب المشاركة في العمل السياسي بتشكيل حزب سياسي مثلا باسم حزب11 فبراير باعتبار أنه يوم النصر الاكبر.. لأن25 يناير يوم البداية هو عيد الشرطة وشهدائها وتضحياتها أمام الإنجليز من أجل حرية مصر.