في عطفة الكرشاتي, أو شارع الحمامات ببولاق أبوالعلا, ستقابلك لافتة حمام التلات(أولاد الحاج علي الحمامجي ادارة واشراف مشمش ومحمود). السيدات من9 الي5 مساء والرجال من6 الي ما بعد منتصف الليل. ستقابلك أم مشمش(في العقد الخامس من عمرها) تجلس في البهو ذي البلاط الملون والجدران المزركشة, تستقبل الزبائن وتحصل الرسوم, طقوس الرحلة تستغرق ساعتين, بخار وتنظيف بشرة, ثم الاستلقاء علي المصطبة بجوار المغطس للتكييس والتدليك, وخلافه, في جو مليء بالمرح والموسيقي التي تعبئ المكان, الذي يتكون خلاف البهو الرئيسي من عدة ممرات ودهاليز بها مصاطب التدليك, في آخرها غرفة البخار التي يتوسطها مغطس كبيرتعلوه مصطبة التكييس, يستخدم الحمام الأدوات التقليدية ككقطعة القماش الخشنة لإزالة الجلد الميت والحجر الأحمر للقدمين, كما توجدمنضدة بلياردو وقاعة للمشروبات, تقول عنها أم مشمش انها لزوم قعدة الرجالة بعد الساونا, في فترة السيدات ممنوع بالطبع دخول الرجالة, او التصوير, ويتم جمع متعلقات السيدات بما في ذلك أجهزة المحمول حتي لا يقمن بالتصوير, وتضيف أم مشمش ان عندها برنامجا متكاملا لتجهيز العروسة, من الحنة والبلانة والماشطة وتفتيح المسم وتنظيف البشرة وخلافه, وكل ذلك بأسعار زهيدة لا تقارن بأرقام مراكز التجميل بتاعة اليومين دول. بداية هذه الحمامات جاءت مع الفتح الإسلامي لمصر, وازدهرت, الي أن وصل عددها في العصر المملوكي بالقاهرة الي365 حماما, ورغم انتمائها الي سمات عصر مضي, الا أن عددا منها في القاهرة لا يزال يحمل عبق التاريخ, وينبعث من ثنايا جدرانها الكثير من الحكايات والأسرار.