برغم انطوائها علي فرص عمل وانتاج واعدة, وإنشاء بعضها منذ عقود, فإن المناطق والمدن الصناعية في العديد من المحافظات تتطلع الي حلول عاجلة لمشكلات جمة تراكمت عليها دون وجود خارطة طريق تنتقل بها إلي الهدف المأمول من إنشائها, وإنفاق المليارات من الجنيهات في إعداد بنيتها التحتية. هناك مناطق يعاني المستثمرون فيها من نقص الخدمات وانقطاع الكهرباء وعدم توافر وسائل كافية للنقل واخري يشكو اصحاب المصانع من ارتفاع فواتير المياه والكهرباء وندرة العمالة المدربة.. بينما تشكو مصانع أخري من الرسوم المبالغ فيها وهروب العمالة الفنية. أما أخطر المشاكل فهي تراجع العمالة المحلية وتقدم العمالة الآسيوية لتحل محلها. أما في برج العرب غرب مدينة الإسكندرية فيمثل توفير العمالة مشكلة لنحو1800 مصنع إذ تكلف انتقالات العمال فقط اي مستثمر400 جنيه شهريا. وفي هذا الخضم تمثل المنطقة الصناعية في بني سويف بارقة أمل علي خريطة المناطق الصناعية, إذ تغزو منتجات عدة منها الأسواق العالمية, لتؤكد الحقيقة التي تقول إن تلك المناطق المنتشرة بطول الوطن وعرضه تمثل الحصان الرابح بل والقاطرة التي يمكن أن تقود قطاع التنمية في مصر الي الأمام, خاصة أن استثماراتها بلغت150 مليار جنيه, وصادراتها وصلت الي131 مليارا خلال عام واحد. تحقيقات الأهرام تفتح ملف المناطق والمدن الصناعية, وتقدم صورة واقعية لها عن كثب من واقع التحقيقات الميدانية في محاولة لتجاوز متاعبها وتحقيق الصورة الواعدة لها.