يستعد الفنان شريف عبداللطيف رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بإنتاج أمسية غنائية درامية تؤكد معني الوحدة الوطنية. وترد بلغة الفن الراقي علي من يتصور أنه يستطيع زعزعة الايمان بوحدة المسلمين والمسيحيين في مصر.. والحقيقة أن تاريخ المسرح المصري الحديث يشير إلي ترابط المبدعين المسيحيين والمسلمين بصورة تدعو للدهشة.. فعندما اندلعت الحرب العالمية الأولي عام1914 وأعلنت الأحكام العرفية في مصر قرر الفنان جورج أبيض رائد التمثيل المصري التراجيدي وأول فنان يتلقي دروسا في فن التمثيل في الخارج أن يوحد فرقته مع فرقة الشيخ سلامة حجازي ليؤكد وحدة المصريين ضد أي نزعات طائفية يحرض عليها تجار الحرب ويذكر قاموس المسرح نقلا عن جريدة المحروسة نبأ توقيع اتفاق ضم الفرقتين ويقول الخبر:وقع في هليوبوليس علي عقد شركة كبري سيكون لها تأثير عظيم علي فن التمثيل في مصر.. وهذا العقد من حضره الاستاذ جورج أبيض والشيخ سلامة حجازي لتأليف جوق كبير جديد واختار جورج أبيض أن يستهل نشاط هذه الفرقة بمسرحية عنوانها صلاح الدين الأيوبي البطل العربي الذي حارب الاستعمار الأجنبي المستتر تحت اسم الصليب. وقدما من بعدها مسرحية عايدة وأدي جورج أبيض دور عمو ناصر بينما لعب الشيخ سلامة دور راداميس. واستمرت الفرقة لمدة عامين كاملين ثم فضت الشركة لأسباب بعضها مادي وبعضها يرجع لميل الجمهور إلي العروض الكوميدية التي أصبحت, تلك الفترة تجد رواجا أكبر.واذا تركنا جورج أبيض والشيخ سلامة حجازي فسنجد ثنائيا استمر في النجاح والتوأمة الفنية منذ البداية وحتي النهاية وهو الثنائي الشهير نجيب الريحاني المسيحي وبديع خيري المسلم.. وكان الناس في الوسط الفني يعتقدون أن بديع هو الآخر مسيحي لشدة تعلقه وإيمانه بموهبة الريحاني إلي درجة أنه عندما توفي والد بديع ذهب صديق عمره الشيخ سيد درويش ليؤدي العزاء في الكنيسة المجاورة لبيت بديع خيري وأخبره حارس الكنيسة بأنه لاتوجد مراسم قداس لرجل اسمه خيري وعندما ذهب لبيت بديع سمع صوت قاريء القرآن واستقبله علي الباب نجيب الريحاني ضاحكا وقد أدرك المفارقة وكتب بديع خيري مؤكدا معني الوحدة الوطنية في أغنية قوم يامصري حيث قال: ايه نصاري ومسلمين.. قال ايه ويهود دي العبارة نسل واحد م الجدود قوم يامصري مصر دايما بتناديك ثم لاننسي تجربة ثلاثي أضواء المسرح التي جمعت بين مجموعة هواة من طلبة الجامعة في أوائل الستينيات وصنعوا مسرحا مختلفا وبعد وفاة الضيف أحمد استمر تعاون جورج سيدهم وسمير غانم دون أن يلاحظ أحد أن أحدهما مسيحي والآخر مسلم. ولم يفرقهما إلا طموح كل منهما ورغبته في أن يكون بطلا منفردا علي خشبة المسرح. وتظل عروضهما معا تشهد علي مرحلة التألق الفني والكوميديا الراقية.