منة فضالي.. أصبحت حديث بعض البرامج الفنية, والمواقع الإلكترونية.. ما بين الكاميرات التي تلصصت في حفل عيد ميلادها, لتصويرها في أوضاع مهينة لها, وهي التي وجهت لها الدعوة!! ثم الخروج بمشاجرة مفتعلة بينها وبين المطرب محمد فؤاد, حول مشاركتها له في المسلسل القادم بين التأكيد والنفي, ثم إعلانها الاعتزال, ثم العودة عن قراراها, وأخيرا هذا الأسبوع الإعلان عن تعرضها للسرقة بالإكراه وهي في سيارتها وسرقة50 ألف جنيه, وعلبة مجوهرات, يبدو إنها تأخذ مجوهراتها معها أينما ذهبت.. كل هذه الأخبار هي التي تسئ للفنانين, البعض يتعمد إشاعتها حتي يبقي في دائرة الضوء, طالما أن الأضواء انزوت عنها, أو إن تصرفاتها أصيبت فجأة بشيء من السذاجة, وتحتاج إلي من يرشدها إلي الصواب, والأفضل في كل الحالات أن تنزوي فترة بعيدا عن رمي الأخبار والصور, في كل مكان, وتعيد تقييم نفسها وما حدث لها في الفترة الأخيرة.. ثم يكون القرار بالعودة إلي دائرة الضوء, بعيدا عن الأخبار المصطنعة والمسيئة لها قبل فنها. فاروق حسني.. يبدو أننا نعيش وسط أشياء كثيرة مصطنعة.. حيث يتعمد بعض ضيوف البرامج في أثناء حواراتهم التليفزيونية النطق بكلمة أو كلمتين إنجليزي, لزوم الشكل الثقافي, وأحيانا يتظاهر الضيف بالحيرة ويحير معه المذيع بالبحث عن معني لكلمة نطقها, وبعد أن يعصر عقله, يعتذر آسفا لأنه لم يجد لها مرادفا بالعربي, أو انه ينطقها بالإنجليزي ثم يقولها بالعربي, من باب تنبيه المشاهدين بثقافته الأجنبية,!! هذا نوع من الثقافة الساذجة التي يحاول بعض ضيوف البرامج تصديرها للمتفرج.. وبمناسبة الثقافة, شاهدت فقرة معادة لحديث وزير الثقافة الفنان فاروق حسني, حول من هو المثقف, وقول الوزير, هل المثقف هو عضو في المجلس الأعلي للثفافة أم هو من يقرأ كم قصة وكم رواية وشاف كم فيلم.. ثم تأكيد فاروق حسني أنه يعرف المثقفين بالاسم.. وهو أمر مستحيل تماما, فالمثقف ليس هو فقط من يعيش في عالم الفن والأدب والشعر, وإلا اعتبرنا الاقتصاديين والمهندسين والرياضيين والأطباء غير مثقفين.. إن الإنسان مثقف بما يحصده من معلومات وتجارب في مختلف المجالات بما فيهم الرجل الذي يرتدي الجلباب في منطقة الأهرامات ويشرح للأجانب الكثير من أسرار الفراعنة.. ويمكن تعريف المثقف في أنه الشخص الذي يعرف كل شئ عن شئ, ويعرف شئ من كل شئ.. يعني الطبيب يعرف كل شيئ عن الطب, ويعرف شيئا من أشياء أخري بعيدة عن مهنته.. لذا لا أصدق وزير الثقافة في أنه يعرف المثقفين بالأسم. شيرين.. صوت مصري شعبي, تشعر أنه قادم من أعماق الشارع والقرية المصرية.. هو مزيج بين الاثنين, تبرزه حنجرة قوية تخرج منها خيوط صوتية تم غزلها بعناية لنستمتع بكل نغمة تذهب إليها.. تتمتع بصوت رشيق, ولكن رشاقة الصوت تحتاج إلي رشاقة جسدية, لأن الوزن الزائد يضع أحمالا علي الحنجرة, فتحتاج إلي جهد مضاعف, فما تبذله من جهد في أغنية واحدة كان يبذل في3 أغنيات قبل أن يزيد الوزن, كما بدي في افتتاح مهرجان الإعلام العربي.. رشاقة الصوت تتناغم مع رشاقة الجسد, كلاهما يحتاج إلي ضبط ومتابعة وتمارين وعناية كبيرة. الهانس في الدانس.. أنا في عرض المجمع اللغوي, ييجي ينقذني من اللي أنا فيه.. كلمات قالها عبد الفتاح القصري عندما حاول الخواجة بيجو فؤاد راتب يكتب كلمة خالية من حروف اللغة العربية, تقال للحمار, لم يجهد نفسه في إيجاد بديل لها, وملأ عبدالفتاح القصري وإسماعيل ياسين الغرفة بأوراق ممزقة, بحثا عن حروف لتلك الكلمة أو الحركة الصوتية, وبعد أن فشلا, استنجد القصري بالمجمع اللغوي.. كانت كلمة عابرة واقتصر استخدامها علي فئة محددة, أصحاب عربات الكارو.. لم نكن ندري أنه سيأتي يوم تغزونا فيه كلمات وعبارات تنهش في جسد اللغة العربية, الفصحي والعامية, كلمات جاءت للاحتلال وإقامة مستعمرات لها في لغتنا بعد أن عملت علي تطفيش كثير من مفردات لغتنا الجميلة, عملية إحلال وتبديد للغتنا, تساهم الدراما في الترويج لها, الكلمة التي تضمنها فيلم إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين كانت خالية من الحروف, بينما الكلمات التي تغزو لغتنا الآن مليئة بالحروف ولكن بلا معني, تغلب عليها الإيحاءات أكثر من التعبيرات اللغوية, بداية من سلم لي علي البدنجان, إلي طريقة السكاري والحشاشين وعوجة اللسان والتغييب عن الوعي التي اتخذها اللمبي محمد سعد والسبكي منهجا لهم.. ويواصل السبكي مسيرته, بما نشاهده في تريلر بون سواريه الذي يذاع ليل ونهار علي الفضائيات, الهانس في الدانس, أفهمها كيفما يتراءي لك, فقط عليك أن تتذكر طريقة غادة عبد الرازق في نطقها وجسدها يتلوي في كل الاتجاهات, فأوجدت لها العديد من المعاني والإيحاءات, وأصبحت شائعة حتي أن غادة تستخدمها في حياتها العادية, كما حدث في مؤتمر سمارة, عندما علقت علي ما يتردد حول أجرها الذي تعدي الملايين العشرة, قالت كله كلام هانس في الدانس.. ربما تقصد كلام هلس في هلس.. وقد تقصد فشر في فشر.. أو هبش في هبش.. أنا في عرض المجمع اللغوي.. الله يرحمك يا قصري, ولا عزاء للمجمع اللغوي. ليلة رأس السنة7 آلاف جنيه أجر عمرو دياب في الدقيقة الواحدة براس السنة, هذا يعني أنه عندما يشرب كوب ماء في أثناء الغناء, قد يستغرق نحو5 دقائق في شرب الماء, فيصبح أغلي كوب ماء في العالم35 ألف جنيه.. أو عندما يلاغي جمهوره قائلا وأنا كمان بحبكم, أنا معاكم لغاية الصبح وحاغني اللي انتم عايزينه, الليلة ليلة راس السنة, ليلة مفترجة.. بذلك تكون دخلت الحسبة في هذه الكلمات لحوالي50 ألف جنيه.. وهل توجد ليلة مفترجة أكثر من ذلك, أفرجها علينا يا رب.. كل سنة وأنتم طيبين!!