بحث السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية في زيارة رسمية للسودان أمس مع عدد من كبار المسئولين السودانيين وعلي رأسهم الرئيس عمر البشير الأوضاع في السودان. وذلك للوقوف علي سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وترتيبات عملية الاستفتاء علي حق تقرير مصير الجنوب المقرر في9 يناير المقبل والاستماع لوجهتي نظر شركاء الحكم في السودان حول تطورات الأوضاع هناك ونقل وجهة نظر الأمانة العامة للجامعة العربية في هذا الصدد, وسبل تقريب وجهات النظر بين الجانبين وتسوية المشاكل بينهما. ومن المقرر أن يتابع موسي خلال زيارته نتائج القمة الرباعية التي عقدت مؤخرا بالخرطوم وضمت الرئيس حسني مبارك والأخ معمر القذافي قائد الثورة الليبية والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز, والرئيس السوداني عمر البشير, وشارك فيها سلفا كير. وتحمل زيارة موسي رسالة تطمين لجنوب السودان باستمرار تقديم المساعدات العربية لمواطنيه, حيث يقدم موسي خلال زيارته إلي جوبا اليوم 10 عيادات طبية تعمل كمستشفي متنقل مجهز بالمعدات والأدوية, هدية من قبل الجامعة العربية لشعب الجنوب, وبوسع المستشفيات توفير الخدمات العلاجية وإجراء الجراحات البسيطة. ومن جانبه, صرح السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام بأن زيارة موسي ستشمل مباحثات مع قادة الحركة الشعبية في الجنوب, كما سيقوم بجولة في بعض المدن السودانية, خاصة أن زيارته تكتسب أهمية لكونها الأخيرة قبيل إجراء الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب بعد أقل من أسبوعين. وفي غضون ذلك من المقرر أن يشارك 80 دبلوماسيا من الجامعة العربية كمراقبين في عملية الاستفتاء بجنوب السودان, وسيتم انتشارهم في ولايات السودان الشمالية والجنوبية, وكان وفد من المراقبين قد وصل قبل أسبوع, ومن المتوقع وصول باقي المراقبين وهو العدد الأكبر الأسبوع المقبل. وعلي صعيد آخر, هدد ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنه إذا ما تم التضييق عليها في الشمال عقب الانفصال فستكون هناك خيارات أخري, وذلك في إشارة إلي خيار القوة وحمل السلاح. وقال في تصريحات صحفية أمس إن الحركة خيارها المفضل هو السلام إلا أنه إذا تم رفض هذا الخيار فعلي من يرفضه تحمل النتائج. وفي تطور آخر, وصف الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني مسئول ملف دارفور, ما يسمي بالمحكمة الجنائية الدولية بأنها ناد أوروبي استعماري, مشيرا إلي أن هذه المحكمة لم تستطع أن تكسب حلفاء أقوياء منذ تشكيلها, فالصين لا تزال خارجها والهند وروسيا وحتي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحيا صلاح الدين في حديث للتليفزيون السوداني مساء أمس الأول الموقف الإفريقي القوي الداعم لبلاده في مواجهة المحكمة, ووصفه بالموقف الصلب قائلا: إن هذا الموقف وليد إحساس عميق بأن الأفارقة ينظرون بريبة إليها, ويعتبرون أنفسهم جميعا معرضين للعقوبة منها. من ناحية أخري دعا حزب التجمع المعارض الشعب السوداني إلي التصويت في الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان, لصالح الوحدة بين شمال وجنوب السودان.
لمزيد من أخبار السودان طالع ملف: "السودان تحديات ومسئوليات" على موقع الاهرام http://www.ahram.org.eg/384/2010/07/20/58/index.aspx