تكتسب أعمال المؤتمر ال58 لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول اوابك الذي يعقد في مصر حاليا, بمشاركة وزراء البترول والنفط في كل من ليبيا والجزائر والامارات وسوريا والعراق والبحرين ومصر. أهمية خاصة نتيجة الجدل الذي يشهده العالم الآن حول سعر النفط والأهمية التي توليها الدول العربية للصناعات البترولية. فمعظم الدول المنتجة للنفط تري ضرورة رفع أسعاره, وسبق أن أكدت الحكومة الروسية أنها قد ترفع رسوم تصدير النفط الروسي ومنتجاته اعتبارا من الأول من شهر يناير نظرا لنمو أسعار النفط ومشتقاته في الأسواق العالمية في الآونة الأخيرة. بينما يري وزراء النفط العرب أن السعر العادل هو مائة دولار للبرميل وهو سعر يستطيع الاقتصاد العالمي تحمله في ظل الظروف الحالية, خاصة في ظل الاستقرار الحالي لحجم الانتاج النفطي وصعوبة زيادته. ومن المتوقع أن يتم خلال العام الجديد اعادة تقييم الموقف ككل بالنسبة لمستويات الأسعار والتي تعتمد علي حجم العرض والطلب, رغم الارتفاع الأخير في الاسعار ووصول سعر البرميل الي56 دولارا نتيجة زيادة الطلب علي أسعار وقود التدفئة بسبب موجة البرد القارس التي تجتاح اوربا. لكن الذي يهمنا كعرب في هذا الاطار هو الاهتمام أيضا بالغاز الطبيعي الذي يتوافر بكثرة لدي عدة دول عربية, ويعد من أهم البدائل لانتاج الطاقة غير الملوثة للبيئة. كما أن أسعار الغاز الطبيعي لا تتأثر بارتفاع أسعار النفط, وذلك بسبب أنها تعتمد علي عقود طويلة الأجل بين المنتجين والمستهليكن, ونستطيع من خلال تطوير انتاج الغاز الطبيعي سد معظم احتياجات الدول العربية من الطاقة, بالاضافة الي التصدير للأسواق الخارجية, وضمان تدفقات نقدية ثابتة في ظل استقرار الأسعار في اسواق الغاز, وهو ما يدعم خطط التنمية والاقتصاد في الدول العربية.