رسالة أبو ظبي: محمد الصديق علي مدي أربعة أيام استضافت أبوظبي القمة العالمية لطاقة المستقبل بمشاركة عدد من قادة العالم وصناع السياسات والخبراء والمستثمرين من أكثر من100 دولة في خطوة لايجاد حلول مجدية للتحديات العالمية في مجالات التغير المناخي والطاقة. كما شهد المعرض المصاحب للقمة مشاركة أكثر من600 شركة تنافست في عرض ابتكارات ومبادرات ومشروعات لحماية المناخ وتقليص الانبعاثات الكربونية. وكشفت فعاليات القمة التي استضافتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل' مصدر' عن أهمية تنمية مصادر الطاقة غير التقليدية, في ظل التحديات المتعددة التي باتت تواجه كافة الدول, لما يشهده العالم من زيادة في الطلب علي الطاقة, وارتفاع تكلفة استكشاف النفط والغاز والتنقيب عنهما, وكذلك تضارب التوقعات المتصلة بالإنتاج والاستهلاك, إضافة إلي الوضع الدولي الذي يشهد استمرار أسباب عدم الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية. وأكدت جلسات ومناقشات القمة- التي شهد افتتاح أعمالها الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة- أهمية تفعيل آليات التعاون المشترك لتطوير وابتكار حلول فعالة لتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيات الخضراء وتبادل المعلومات والمعرفة. وأكد الدكتور سلطان الجابر الرئيس التنفيذي ل' مصدر' أن الاستثمارات في مجال الطاقة البديلة خلال السنوات الخمس الماضية بلغت150 مليار دولار, كما زادت نسبة إنتاج الطاقة الكهربائية من الهواء العام الماضي علي مستوي العالم بنسبة29%. وأكد أن القطاع الخاص سيكون المحرك والدافع للتغيير الحقيقي لتطوير أفكار جديدة تخدم العالم فيما يتعلق بتكنولوجيا الطاقة البديلة, مشيرا إلي أن المسئوليات والتحديات العالمية كبيرة جدا وأن العالم عليه مسئوليات لتشكيل مستقبل الطاقة المتجددة عالميا. وقال الجابر انه لا يجب الاستهانة بأهمية تطوير تقنية التقاط وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون, فمشكلة الاحتباس الحراري في العالم مرتبطة ارتباطا وثيقا ومباشرا بعملية إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو, وعليه بات من الضروري أن نعمل مع مؤسسات عالمية رائدة من أجل تطوير تقنيات ناجحة من حيث التكلفة الإنتاجية في مجال التقاط وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون. وأكد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أن الطاقة باتت تشكل قضية عالمية بسبب زيادة السكان وارتفاع الطلب علي الطاقة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة, مشيرا إلي أن الأمن العالمي للطاقة بات أمرا مهما وأصبحت الطاقة النظيفة والمتجددة والتغير المناخي تمثل قضايا مهمة لحياة الانسان الأمر الذي يتطلب أن نترك للأجيال القادمة عالما مريحا من خلال إتباع سياسات متوسطة وبعيدة المدي في مجال الطاقة المتجددة والعمل من أجل تقليل الانبعاثات التي تؤدي للاحتباس الحراري. وشدد علي أن أمن الطاقة يجب أن يكون وسيلة للتعاون الدولي بدلا من المنافسة, وقال أننا نؤمن بأن خطوط الطاقة لا توصل الطاقة فقط وإنما تسهم في تحقيق الاستقرار والطمأنينة في العالم. وأكد الأمير فيليب ولي عهد أسبانيا أن1.5 مليار من سكان العالم ليس لديهم الكهرباء بما يتطلب توفير استثمارات في توليد الطاقة المتجددة وتكنولوجيا تخفيض تكلفة إنتاجه, مشيرا علي استعداد أسبانيا لمساعدة دول الشرق الأوسط علي تطوير الطاقة المتجددة, ولفت الي أن الفحم مازال يشكل30% من مصادر توليد الطاقة علي مستوي العالم. ودعا راشد بن فهد وزير البيئة والمياه الإماراتي لتسهيل الإجراءات في مجال تمويل الصناديق التي اتفق علي تأسيسها وفق مقررات قمة كونبهاجن للتغير المناخي. وأشار إلي الحاجة إلي تذليل العقبات التي يمكن أن تؤخر الدول النامية في الحصول علي التمويل الكافي والوصول إلي التكنولوجيا الحديثة التي تحتاج إليها, وحذر من استمرار الوضع علي حاله في ظل تفاقم تداعيات التغير المناخي في العالم. وأكدت مناقشات القمة الدور المزدوج الذي يلعبه كل من القطاع الخاص والبحث العلمي في دفع قطاع الطاقة المتجددة قدما, وأجمع الخبراء علي أهمية الابتكار وعقد الشراكات بين المستثمرين والأكاديميين فضلا عن الحاجة لتسهيل حصول الباحثين علي التمويل المناسب وصهر الشراكات مع القطاع. وشهدت القمة الإعلان عن العديد من الاتفاقيات والشراكات التي تهدف إلي خفض الانبعاثات الكربونية وفق آليات التنمية النظيفة, بين شركة أبوظبي ظي لطاقة المستقبل' مصدر' والعديد من المؤسسات والشركات ومحور هذه الاتفاقيات تطوير التقنيات والحلول الخاصة بالطاقات النظيفة ثم نشرها وتسويقها عالميا, ومن بين الاتفاقيات اتفاق يقضي بإقامة مشروع رائد للأبحاث في أبوظبي, بحيث يكون مخصصا لحلول الطاقة المستدامة, تحت اسم' مشروع أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة' علي النظم الزراعية المتكاملة باستخدام المياه المالحة لدعم تطوير وتسويق مصادر الوقود الحيوي لقطاع الطيران والمنتجات المشتركة, كما تم الاعلان عن صندوق دويتشه بنك مصدرا للطاقة النظيفة والذي يهدف إلي خلق شراكات استثمارية متنوعة ومحفظة للأسهم المالية, والاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة. كما شهدت القمة الاعلان عن اتفاقية تعاون لخفض انبعاثات الكربون بشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية خلال10 سنوات, واستبدال الاعتماد علي وقود المازوت إلي الاعتماد علي الغاز الطبيعي, كما تم توقيع اتفاقية أخري لاستثمار100 مليون دولار في مشاريع تهدف لخفض انبعاثات الكربون وإمكانية مساعدة ماليزيا في هذا المجال. وشهدت قاعات المعرض المصاحب للقمة الكشف عن العديد من المنتجات والابتكارات, حيث كشف الوفد السويسري عن أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية, كما شهد المعرض انضمام السيارات إلي ركب أصدقاء البيئة وتم عرض سيارات هجينة والكترونية بهدف حماية المناخ وتقليص الانبعاثات الكربونية, كما عرضت الشركات الكورية توربينات الهواء العملاقة المتخصصة في انتاج الكهرباء من الرياح, تنتج الوحدة منها750 كيلو وات تكفي لتلبية الاستهلاك اليومي لنحو250 عائلة. ومن بين المنتجات التي لاقت اعجابا شديدا من زوار المعرض استخدام مواد خفيفة في البناء مثل الفوم وعبارة عن قطع تشبه لعبة' البازل' بحيث يتم تركيبها وملء الفراغات الداخلية بالأسمنت, وبهذا المنتج يمكن بناء المنزل في ساعات وربما يوم واحد, كما قامت احدي الشركات بعرض منتجات جديدة تعتمد علي السيراميك رافعة شعار' هل سمعت عن السيراميك', وكشفت عن كرة الغسيل السحرية والتي تحتوي علي كميات من السيراميك الطبيعي الظاهر علي هيئة كرات صغيرة وتحتوي هذه الكرات علي مضادات للبكتيريا ومضادات حيوية وأيضا كرات الأكاليا التي تساعد في تنظيف الغسيل وتليين الأنسجة,كما عرضت أحدي الشركات أقلام رصاص صديقة للبيئة مصنوعة من ورق الصحف والمجلات.