لايستطيع المراقب لأحوال السينما العالمية أن ينكر أن الأفلام ثلاثية الأبعاد باتت تشكل واحدة من أبرز ملامح الموسم الهوليوودي الحالي والحقيقة انه بين البيزنس والتكنولوجيا تبدو هوليوود حائرة, فمع كل تقنية جديدة تنتعش صناعة السينما وترتفع الايرادات, لكن علي الجانب الآخر ينشط القراصنة واللصوص! شهد تاريخ الأفلام السينمائية لحظات حاسمة استعرضت فيها التكنولوجيا عضلاتها في عالم صناعة الأفلام, في عام7291 كان مغني الجاز أول فيلم سينمائي ناطق, وفجأة اختفت الأفلام الصامتة وظهر نوع جديد من النجوم ونوع جديد من القصص السينمائية, مما غير الكثير من مفردات هذا الفن ويبدو أن صناعة الفن السابع تشهد اليوم ثورتها الثالثة من خلال الأفلام ثلاثية الأبعاد, هذا إذا ما أعتبرنا أن استعمال تقنية الصوت في الأفلام كانت الثورة الأولي, واستعمال تقنية الألوان كان الثورة الثانية وما أشبه اليوم بالبارحة ففي عام9291 كان انهيار بورصة وول ستريت انه الانهيار المالي الكبير والكساد العظيم طوابير من الفقراء الجدد الذين كانوا نتاجا واقعيا لانهيار الحلم الأمريكي وأصبحت السينما وقتها وسيلة للهروب من هذا الواقع المرير بأقل تكلفة قروش معدودات ثمن تذكرة الدخول إلي السينما الناطقة الجديدة آنذاك والتي أنعشت الحلم الأمريكي عبر سلسلة أفلام برودواي الغنائية الموسيقية. اليوم ها هو الانهيار المالي الثاني تتجلي بوادره من خلال الأزمة المالية العالمية ويبدو أنه هو الآخر جاء مفيدا لصناعة السينما, بحفنة من الدولارات فإن المواطن الأمريكي المأزوم اقتصاديا, تمكن من الهرب إلي عالم أفضل, إلي عالم الحلم والخيال والإثارة, إلي كنف صالات مظلمة أصبحت له رحما آخر, يعينه علي تجاوز المرحلة الصعبة, ولم يكن عبثا تسمية هوليوود ب مصنع الأحلام وهذا ماتؤكده أرقام شباك التذاكر في أمريكا21% زيادة في نسبة ارتياد الصالات عن العام الماضي كما أرتفعت الايرادات بنسبة41.5% ويبقي السؤال: هل ترجع هذه الزيادة إلي انتشار عروض الأفلام ثلاثية الأبعاد التي جذبت جمهورا عريضا معظمه من المراهقين بشكل خاص إلي دور العرض؟ بالتأكيد, علي الرغم من أن سعر التذكرة في هذه النوعية أغلي بنسبة02% ليس فقط لتغطية سعر النظارات الخاصة ولكن الأجهزة والمعدات الحديثة كان لها نصيبا من التكلفة والتي تصل إلي001 ألف دولار ثمنا البروجوكتر الواحد, والسبب الجوهري لارتفاع الايرادات هو أن التقنية الجديدة لاتسمح بمشاهدة الفيلم3 الرقمية وبالتالي لايمكن قرصنتها علي الإنترنت, وهو ما لا يوجد إلا في الصالات المجهزة خصيصا بتقنية باتت تعاني منها صناعة السينما في الآونة الأخيرة وكان يحرمها من إيرادات تتجاوز أحيانا ال05%