2- في الوثائق التي تركتها جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر عام1973 لصديقها الحميم الموسيقي الشهير الراحل لينور برنشتين, تعترف المرأة الحديدية صراحة بأنه بعد موت ليفي أشكول في بداية عام1969 لم يجد ساسة إسرائيل غير العودة للآنسة العجوز. جولدا مائير لتولي منصب رئيس الوزراء ولكنها فاجأت الجميع وقتها بالرفض, وهو ما زادهم إصرارا عليها برغم أنها كانت تمتلك شعبية متدنية للغاية- ولكنها اعترفت فيما بعد بأنها كانت تتوقع أن تخلف ليفي أشكول رئيس الوزراء السابق, فهي كانت تعلم أنه مريض وكانت تحيك المؤامرات للفوز بالمنصب ضد ديان ومناحم بيجن اللذين كان يدور بينهما صراع خفي, وكان كل منهما يخشي الآخر, وقد دبرت جولدا المؤامرات لزيادة الخلاف بينهما للفوز بلقب رئيسة الوزراء وهما بدورهما لم يجدا بديلا لها يريحهما معا!. ولم يعرف أحد أن تلك المرأة الحديدية تعاني من مرض السرطان الذي كانت تذهب من أجله ليلا, وفي سرية تامة لزيارة مستشفي هداسا في عين كرم بالقدس المحتلة ينتظرها طبيبها الخاص ليدخلها من الباب الخلفي ليجري لها العلاج والفحوصات, كما زاد عليها المرض فأصيبت بسرطان الدم أيضا, وكلما زاد عليها المرض زادت قوة وشراسة خوفا من كشف أمرها وتحول السلطة عنها!. ومن أهم اعترافات جولدا مائير لبرنشتين أنها كانت شاذة جنسيا ويعتقد برنشتين أن هذا هو السبب الذي منعها من الزواج- وأنه هو الوحيد الذي كشفت له عن ذلك لكونه هو أيضا شاذا جنسيا برغم زواجه... وأنها كشفت له عن ذلك في لقاء له معها في إحدي زياراته لها في إسرائيل بعد أن ترك العمل في مكتبها ورحل إلي أمريكا وكان هو يشك في ذلك ولكنه لم يكن متأكدا منه فقد كانت مائير غريبة الأطوار دائما غامضة ولا تتحدث كثيرا ولكنها تستمع أكثر وتفكر بدقة فيما يقال لها ثم تبتسم بسخرية وغموض, ولكنها في حقيقة الأمر كانت امرأة ضعيفة جدا! وأكثر المواقف التي شعرت فيها مائير بالهزيمة كان يوم عبور القوات المصرية لقناة السويس في السادس من أكتوبرعام1973 وما واجهته من تحقيقات فيما بعد بواسطة لجنة أجرانات, وقد أسرت جولدا لصديقها برنشتين بأن الشخص الوحيد الذي شعرت أنه أكثر ذكاء وقدرة علي خداعها كان السادات الثعلب الماكر, حيث تقول: لقد خدعني السادات مرتين: مرة عندما قام بالاستعداد للحرب ثلاث مرات قبل يوم السادس من أكتوبر عام1973 ولم يفعل, وهو ما جعلني أقتنع بأن المصريين ليس بإمكانهم الحرب قبل عام1975 والثانية عندما سافرت إلي فيينا لحل مشكلة رهائن من اليهود لدي جماعة إرهابية فلسطينية قبل الحرب بأيام وعلمت بعد سنوات من المخابرات الإسرائيلية أنها كانت مؤامرة من المصريين لإشغالنا عما يحدث من استعدادات للحرب!. أما آخر اعتراف أدلت به جولدا مائير لبرنشتين فهو قرار اتخذته القيادة السياسية بفتح النيران علي جنودها الإسرائيليين في أحد حصون خط بارليف عام1973 حتي لا يتم أسرهم, ولم ينج من تلك الكتيبة سوي ثلاثة ضباط تم أسرهم من قبل الجنود المصريين, وهذا الحادث وغيره من سلوك متوتر في أثناء حرب أكتوبر هو ما جعلها تبتعد عن السلطة وكادت تتخذ قرار الانتحار يومها, ولكنها عاشت بقية عمرها تعاني الوحدة وتخشي الموت!. *** خير الكلام: ** من الصعب أن تصحح مسارك قبل أن تعترف بأخطائك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله