كتب : علي شيخون حالة من العجز يعانيها المعهد القومي لعلاج الأورام بسوهاج بسبب عدم توافر الأدوية الأساسية للعلاج وغياب الصيانة بالمعهد الذي يخدم خمس محافظات هي سوهاجوأسيوط وقنا والبحر الأحمر والوادي الجديد. الأطباء بالمعهد أكدوا أن السبب في تفاقم الأزمة يرجع إلي كراسة وزارة الصحة التي قلصت عدد الأدوية ونوعيتها وكميتها بالإضافة إلي تأخر الشركة الموردة في توفير الأدوية المطلوبة بالمواعيد المحددة. ومن جانبها, سارت إدارة المعهد عكس الاتجاه, برغم معرفتها بالأزمة, إذ قامت بتعيين45 موظفا جديدا بالمعهد لتزيد الطين بلة! يقول الدكتور سامح سعيد عميد معهد الأورام بسوهاج إن المعهد الذي أقيم علي مساحة900 متر بطوابقه الثلاثة تم دعمه ليكون جاهزا لاستقبال مرضي السرطان, ويشمل وحدات للعلاج الإشاعي والطب النووي والأشعة المقطعية والتشخيصية والأشعة العادية وعيادات تخصصية لعلاج الأورام والعلاج الكيماوي والإشعاعي ومعمل تحاليل وغرفتين للعمليات إحداهما أنشئت بالتبرعات الذاتية. ويضيف أن المعهد يضم44 سريرا للجراحة والعلاج الكيماوي وعلاج والأطفال, موضحا أنه تزايد أعداد المترددين علي المعهد من المرضي من محافظات أسيوطوسوهاج وقنا والوادي الجديد والبحر الأحمر, حيث يستقبل340 حالة جديدة شهريا. ما جاء علي لسان رئيس المعهد هو نصف الحقيقة, فالمعهد بالفعل مشروع ضخم تم بناؤه بتوصيات من الرئيس مبارك, كما تم تزويده بأحدث الأجهزة المتخصصة وهو مبني تكلف الملايين وموقعه ممتاز بالقرب من نيل سوهاج, ولكن النصف الآخر للحقيقة هو أن المعهد لأنه بعيد عن الحكومة المركزية بالقاهرة قرابة600 كيلو متر فهو أيضا بعيد عن اهتمامها ودعمها. كراسة الصحة يقول الدكتور أحمد السعيد رئيس وحدة علاج الآلام بالمعهد, وهي الوحدة التي يحول إليها المرضي أصحاب الحالات المزمنة الميئوس من علاجهم, إن المعهد يمر حاليا بأصعب فترة منذ انشائه فمن بين50 نوعا من الأدوية التي تعتمد عليها الوحدة لا يتوافر الآن بها إلا نوعان فقط, مرجعا السبب في ذلك إلي تطبيق ما يسمي بكراسة وزارة الصحة, وهي عبارة عن جدول يحدد أنواع الأدوية التي ترد إلي المعهد طبقا لما يرونه بغض النظر عن احتياجات المريض. ويختتم الدكتور أحمد كلامه بنداء يوجهه إلي المسئولين لتخفيف آلام أكثر من40 مريضا أسبوعيا يترددون علي الوحدة ومنهم أطفال يعانون من أوراما في المخ, ولا يجدون مسكنا للآلام ويعرفون أنهم سيموتون ولكن يريدون أن يموتوا بهدوء دون آلام, فهل من مجيب؟! يلتقط الدكتور محمد فرغلي رئيس وحدة التخدير بالمعهد أطراف الحديث حول مشكلة نقص الأدوية التي يعانيها المعهد, مشيرا إلي دواء ادريا مايسين وهو دواء كيماوي أساسي لعلاج مرضي الأورام إذ أصبح غير متوافر بالمعهد برغم أهميته الأمر الذي اضطر الأطباء إلي جمع التبرعات من أهل الخير لشراء هذا الدواء من الصيدليات ومن القاهرة وإعطائه للمرضي الذين ليس لديهم مقدرة مادية علي شراء هذا الدواء فالجرعة الواحدة تتكلف150 جنيها والمريض يحتاج إلي خمس جرعات أسبوعيا. تبرعات.. ووقفات الدكتور خالد فؤاد إخصائي العلاج الكيماوي وأحد الأطباء الذين يجمعون التبرعات الفردية من أهل الخير قال إنه يتردد علي المعهد يوميا200 حالة بالإضافة إلي25 حالة جديدة تحتاج جميعها إلي علاج كيماوي وهناك ثلاثة أنواع أساسية من الأدوية غير متوافرة. والمريض المقتدر يقوم باحضار العلاج علي نفقته الخاصة أما غير القادرين فهم غالبية وينتظرون التبرعات علما بأن سوهاج بلد فقير بينما التبرعات قليلة ولا تفي باحتياجات المرضي خاصة أن تلك الأدوية التي يعاني المعهد نقصها ذات أسعار باهظة. ويضيف الدكتور خالد أن المترددين علي المعهد ليسوا مرضي فقط, ولكن معظمهم فقراء جدا لدرجة أن منهم من لا يستطيع الحضور للحصول علي الدواء المجاني نظرا لعدم امتلاكه خمسة جنيهات مصاريف مواصلات من منزله إلي المعهد. والغريب أن الإدارة قامت بإغلاق إحدي العيادتين بالمعهد وتحويلها إلي مكاتب للعمالة الجديدة حتي أصبح المعهد يعمل بعيادة واحدة وأصبح الموظفون أكثر من المرضي!