يقوم الناس في كل عيد بتبادل التهاني والرسائل عبر المحمول والبريد الإلكتروني, كل يعبر عن فرحته وسعادته بهذه المناسبة, فماذا سيرسل العيد نفسه لنا وهو صاحب العرس. الدكتور محمد عبد رب النبي الاستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر يتوقع بعض هذه الرسائل ومنها. الرسالة الأولي: إن الله لن يضيعنا, وبعثها إلي امرأة وطفل رضيع هاجر وابنها اسماعيل عليه السلام وهما في صحراء مقفرة خالية من أي مقومات للحياة, ولكن المرأة ضربت أروع الأمثلة في الثقة والتوكل علي الله وفي الرضا بما قدر وقضي, بعد أن سألت الزوج ابراهيم عليه السلام: من أمرك أن تضعني بأرض ليس فيها ضرع ولا زرع, ولا أنيس ولا زاد ولا ماء؟ فلما علمت أنه أمر إلهي, قالت بثقة متناهية: فإنه لن يضيعنا, لقد كانت علي يقين كامل بأن سفينة الإنقاذ الإلهية آتية لا محالة, ورغم ذلك اليقين ومع تلك الثقة لم تستسلم ولم تقف ساكنة في انتظار معجزة النجاة, ولكنها سعت بحثا عن الماء بين الصفا والمروة, بل وتكرر سعيها بينهما, لتعطي درسا للبشر أن المتوكل الحقيقي لايغفل الأسباب, بل يبذل الأسباب كلها ولا ييأس من تكرار المحاولات حتي يتحقق له النجاح. الرسالة الثانية: التسليم لأمر الله سبحانه, وبعث بها أب وابنه خليل الله ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام قبل أن يهم الأب بذبح ابنه امتثالا لأمر من الله عزوجل وفي المقابل تسليم وصبر من الابن, الي أن هبط كبش الفداء, لقد فوض الاثنان الأمر لله لأنه أدري بعباده وبما يسعدهم أو يشقيهم, فانصاعا لأمره, وهذا دليل أيضا علي أن الله يزيد البلاء بحسب قوة الايمان, وقد أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل, يبتلي المرء علي قدر دينه. الرسالة الثالثة: وأن هذه أمتكم أمة واحدة. وقد بعثها رسول الله صلي الله عليه وسلم من فوق جبل الرحمة في يوم عرفة الي الأمة وأوصي فيها بنشر الأخوة والوحدة فيما بين أبنائها فقال:( أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولايحل لامريء مال أخيه إلا عن طيب نفس منه) وقال:( أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد, كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم, وليس لعربي علي عجمي فضل إلا بالتقوي), فلابد أن نستشعر عظم وأهمية هذه الوحدة وأثرها في سلوكياتنا ومعاملاتنا.