شهد الأسبوع الماضى إعلان أكثر من جامعة عن أبحاث جديدة لتطوير تقنية تصنيع البطاريات، بحيث يمكن إنتاج بطاريات خفيفة الوزن شديدة النحافة ذات طاقة كثيفة. وكذلك تحافظ على البيئة ويمكن تصنيعها بأى شكل مطلوب، ففي جامعة ستانفورد توصل الباحثون إلي تقنية جديدة لتصنيع البطاريات, يمكنهم بواسطتها تصنيع بطارية فائقة النحافة في مرونة وسمك الورق, ويمكن ثنيها وطيها مثل الورق تماما, وتعتمد هذه البطارية المرنة علي طبقة مزدوجة تغطي قطعة من الورق, ويبلغ سمكها300 ميكرومتر( أي ثلث ملليمتر تقريبا). تبشر البطارية الجديدة القابلة للشحن بعصر من الأجهزة النحيفة التي تمتاز بالمرونة وخفة الوزن ويمكن ثنيها وطيها بسهولة, وتعتمد هذه البطارية علي التقنية الواعدة: أنابيب الكربون الدقيقة الحجم, و قام الباحثون باستخدام قطعة من الورق ثم طلائها بهذه الأنابيب الكربونية ثم بطبقة من الليثيوم المطعم بالمعدن, وهي نفس التركيبة المستخدمة في بطاريات أيون الليثيوم الحالية, وتمكن الباحثون من تخزين الطاقة في هذه البطارية ذات الطبقة المزدوجة من أنابيب الكربون والليثيوم. ولم يكتف الباحثون بالناحية النظرية للتقنية, بل صنعوا نماذج أولية لبطاريات شديدة المرونة والنحافة تبلغ كثافتها300 ميكرومتر ويمكنها تخزين الطاقة بكثافة أعلي من البطاريات الحالية. وعلي الرغم من أن هذه التقنية لا تزال في بداياتها, ومن المؤكد أن أمامها فترة حتي تصل إلي مرحلة النضج والتصنيع التجاري, لكن ليس بمقدور أحد أن يتكهن بمقدار هذه الفترة, في ظل الثورة التقنية والعلمية التي يشهدها العالم حاليا, وعندما يتمكن الباحثون من الوصول إلي طرق للتصنيع التجاري, فلنتوقع من الآن هواتف محمولة في سمك ومرونة الورق, بحيث يمكنك طيه تماما مثل الورق. من العجيب أن أبحاث العلماء في مختلف أصقاع العالم تتزامن وتكمل بعضها البعض رغم أنه لا يوجد تنسيق مسبق, ففي بكين بالصين, توصل فريق آخر من الباحثين إلي إنتاج مكثف سوبر مرن فائق النحافة لمشروعات الإلكترونيات القابلة للارتداء. وفي جامعة تيكساس الأمريكية, توصل فريق آخر من علماء الكيمياء إلي إنتاج بطاريات عضوية عالية الطاقة, حيث توصلوا إلي طريقة لتمرير الإلكترونات جيئة وذهابا بين جزيئين. ويعتقد الفريق أن هذه الأبحاث ستؤدي إلي إنشاء بطاريات عضوية عالية الكفاءة يمكنها تشغيل الهواتف الذكية لفترة تصل إلي شهر. ومن المعروف علميا أن مرور الإلكترونيات بين جزيئين يؤدي إلي مزيج يشكل شيئا جديدا, لكن أبحاث هذا الفريق من العلماء نجحت في وضع ما يشبه الزنبرك بحيث يبتعد الجزيئان عن بعضهما البعض بعد إجراء التفاعل المشترك, مما يمنع تشكيل عنصر جديد, وطور العلماء ما يشبه المفتاح الكيميائي الذي يسمح بحركة الإلكترونات في أي من الاتجاهين, وهي أول مرة يتم فيها انتقال الإلكترونات ذهابا وعودة عن طريق عملية كيميائية علي مستوي الجزيء, وهو ما يؤدي إلي تطور تكنولوجيا البطاريات العضوية في المستقبل. ويقول العلماء أن هذه التقنية تمثل فتحا جديدا في صناعة البطاريات, لأنها تخلو من استخدام المعادن الثقيلة, وسيمكن عن طريقها إنتاج بطاريات تتسم بخفة الوزن والحفاظ علي البيئة والطاقة الكثيفة والتكلفة الرخيصة أثناء التصنيع مقارنة ببطاريات أيون الليثيوم الحالية, والميزة الأكبر هي إمكانية تصنيع البطاريات بأي شكل مهما كان لملاءمة مختلف اختيارات التصميم الهندسي أثناء التصنيع.