4 بالصوت والصورة يمكنك متابعة كافة الأحداث, فمنذ بداية الألفية الحالية تقريبا وموقع يوتيوب هو الجريدة المفضلة لقطاع كبير من الشبان والمراهقين, والكبار أيضا.وتحولت زيارة الموقع إلي عادة تتكرر كل يوم أو ربما في اليوم الواحد أكثر من مرة. إذ يكفي لمعرفة ما يجري في العالم أن تزور الموقع لتعرف أحدث اللقطات الفيديوية عن أهم الأحداث, أو اللقطات الأكثر شعبية وزيارة, أو اللقطات التي وضع لها الزائرون من قبلك أفضل درجات التقييم. قراءة الصحيفة أو المجلة لن تمنحك هذه المتعة في مشاهدة الأحداث مصورة ومن أكثر من مصدر, فحتي القنوات التليفزيونية الفضائية لن تكون بهذه السرعة والتنوع في التعرف علي تفاصيل ووقائع حدث ما, ويوفر يوتيوب ميزة فريدة وهو أنه يمنحك فرصة مشاهدة ما تريد في الوقت الذي تريد وبعدد المرات الذي تريده, بعكس المشاهدة عبر القنوات التليفزيونية. ولكن كثيرين يخطئون بالنظر إلي يوتيوب علي أنه مجرد بيت جحا الذي يمكنك فيه مشاهدة المعروض فحسب, ولكن الحقيقة أن الموقع هو موقع إدخال للمحتوي أولا, فهو أحد أبرز نماذج صحافة المواطن أو المحتوي الذي يصنعه المستخدمUserGeneratedContent, بل إنه بدون عمليات الإدخال المستمر لكل ما هو جديد من لقطات مصورة عبر الكاميرات الرقمية الحديثة في أماكن الحدث, ومن اللقطات المسروقة من شاشات القنوات التليفزيونية لن تكون له أي قيمة, وسيتحول إلي ما يشبه شريط الفيديو الذي يعرض فيلما واحدا فقط. وقد نجح اليو تيوب أن يكون بطلا أساسيا في العديد من القصص الخبرية والقضايا المحلية والعالمية, ويكفي القول إن مشاركا في مظاهرة في دولة ما يستطيع أن يصور لقطات هذه المظاهرة بكاميرا رقمية أو بهاتفه المحمول, وبعد دقائق تكون هذه اللقطات قد وضعت علي موقع يو تيوب وتصبح متاحة أمام سكان الكرة الأرضية بأكملهم. ومن هنا جاءت تسمية اليو تيوب, فالذي ينتج المادة المصورة هو أنتYou, وقيمة الموقع الحقيقية ليست في أن تزوره وتشاهد ما فيه, ولكن بقدر ما تنتجه من مواد ذات قيمة يتم وضعها عليه باستمرار, كما تحول اليو تيوب في الفترة الأخيرة بشكل تلقائي إلي ما يشبه الأرشيف المصور لأهم ما تعرضه القنوات التليفزيونية من كثرة ما يتم بثه عبر الموقع من لقطات ومشاهد مهمة لأحداث وبرامج وخلافه, ورغم محاولات بعض الشبكات الإعلامية ملاحقة يو تيوب لمنع بث بعض اللقطات أو المشاهد التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية, إلا أن الواقع يشير إلي أن هذه المهمة صعبة وتبعث علي الملل, ليس هذا فحسب, بل أصبحت بعض المحطات التليفزيونية تسعي هي نفسها إلي بث موادها المصورة عبر اليوتيوب لضمان انتشارها! وكما أن يو تيوب وسيلة فضح لحكومات وجهات متعددة وكشف العديد من الفضائح والقضايا, فإنه وسيلة تسلية لا مثيل لها لهواة مشاهدة اللقطات الرياضية مثلا, أو اللقطات النادرة, أو تلك التي تندرج تحت مسمي الكاميرا الخفية. الأخطر في اليوتيوب هو سوء الاستخدام, إلي جانب انتهاكات الملكية الفكرية, ولكن الأخيرة وللحق تصب في صالح المشاهد أو زائر الموقع, بينما سوء الاستخدام لا يمكن منعه, صحيح أن هناك خاصية علي الموقع لمنع التعليقات علي لقطات معينة مثيرة للجدل, أو منع لقطات بأكملها لمخالفتها قواعد نشر المحتوي علي الموقع, مثل تلك التي تتضمن مشاهد عري مبالغا فيها, فإن فكرة الرقابة عموما علي الموقع أو من داخل الموقع ليست عملية علي الإطلاق, وتكاد تكون شبه مستحيلة, ولكن الأخطر حقيقة هو مشكلة عدم إمكانية التحقق من مصادر المحتوي المنشور علي الموقع, فيوتيوب ساحة خصبة لهواة نشر المواد المزورة أو المتلاعب فيها الممنتجة, وكثير من هذه المواد يصعب علي الزائر العادي التعرف علي مصدرها أو مصداقيتها. ولعل هذا هو ما دفع بعض الدول مؤخرا إلي إغلاق الموقع نهائيا تحت مبررات عديدة, مثل تركيا التي فعلت ذلك بدعوي نشر مواد مسيئة لمؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفي كمال أتاتورك, ولكنها اضطرت في النهاية إلي رفع الحظر عن الموقع بعد رفع هذه المواد من علي الموقع. وتعرض الموقع لمواقف مماثلة من دول كإيران وباكستان والصين وتايلاند والمغرب وغيرها. ومؤخرا, أعلن يوتيوب إزالة مقاطع الفيديو الخاصة برجل الدين اليميني المتشدد المطلوب في الولاياتالمتحدة أنور العولقي استجابة لطلب عضو الكونجرس أنتوني واينر الذي حذر من مخاطر نشر تسجيلات العولقي التي اعتبر انها تشكل تهديدا لأمن أمريكا, مشيرا إلي أن يو تيوب كان به أكثر من700 تسجيل فيديو للعولقي! وبالفعل, فإن فكرة إساءة الاستخدام لهذه الموقع الجذاب تعود إلي المستخدم نفسه, وهذا ما يتضح جليا من خلال التعرف علي بعض الإحصائيات المتعلقة بكلمات البحث الأكثر ذيوعا علي الموقع, فكلمة جنس مثلا بالعربية تؤدي إلي أكثر من مائة ألف نتيجة بحث, ولكن الكلمة نفسها بالإنجليزية تسجل نتائج بحث تقدر بعشرات الملايين! ويقول مسئولو موقع يوتيوب إن القواعد العامة التي تحكم الموقع تنص علي المنع الكامل لكل التسجيلات التي تروج لممارسات خطرة أو غير قانونية, بما في ذلك صنع القنابل أو تنفيذ عمليات قنص أو تصرفات إرهابية أخري او تحتوي علي خطاب الكراهية, موضحا ان هناك فرقا تعمل سبعة أيام في الأسبوع لاستعراض هذا المحتوي. وفي أبرز تجارب البحث التي يمكن أن يقوم بها أي زائر لليوتيوب, سنجد أن نتائج البحث عن كلمة مصر بالعربية تصل إلي154 ألف نتيجة بحث, إضافة إلي327 ألف نتيجة بحث عن كلمةEgypt بالإنجليزية.