بين تمثال الملكة حتحور داخل معبد دندرة وجداريات المعبد الخلفية جلس عجبان وهبي خريج كلية الحقوق متيما بأجداده الفراعنة. يقترب من كل تمثال ليقرأ ما في وجهه من تضاريس.الأذن والعينين التي يقول إنها تضم25 ألف ملمح, وما بين خطوطه جلس يدون في دفتره الصغير كلمات وصفات.إنه علم الفراسة, أو علم الاستدلال بالحقائق.. هذا الحلم الذي أكد عجبان أو فراس الصعيد كما يسمونه في محافظة قنا, أنه علم استدلال مكنون الشخصية الداخلية من خلال قراءة الملامح الخارجية للشخص, وإدراك السمات المتأصلة لدي الآخرين, علي الرغم من أن هذا العلم محرج بحسب عجبان لأنه يحتاج إلي تطفل لقراءة ملامح الشخص الآخر. وعن هذا العلم يسترسل عجبان قائلا: إن علم الفراسة هو علم عربي يرجع إلي عهد الفراعنة, مرورا بعلمائه ابن سينا وفخر الدين الرازي, وإن كانت هناك مخطوطات والكلام علي لسان عجبان عن علم الفراسة ترجع للأسرة الثانية عشرة. وينفي عجبان أو فراس الصعيد أن يكون الصينيون أو اليابانيون هم أصحاب علم الفراسة, مؤكدا أن الفراعنة هم أول من برعوا في هذا المجال, إلا أنه استدل بأن هذا العلم تناقله الغربيون عن الفراعنة حتي إن جلينوس كتب5 فصول في رسائله للإسكندر الكبر, وكذلك الإمام الشافعي الذي أكد أنه أخرج ما يزيد علي10 كتب في علم الفراسة قبل توجهه للفقه وإحراقه تلك الكتب. ويقول عجبان: إن الملامح الخارجية للوجه تدرك البواطن الداخلية للشخص. فبروز الأذن للخارج مثلا, كما يقول, يؤكد أنه شخص غير سعيد ويظهر هذا الفاصل في القطعتين الأماميتين من الأسنان. قراءة عجبان بدأت من داخل معابد أجداده بعدما قضي7 سنوات في معابد الأقصر والكرنك وأبو سمبل وإدفو ودندرة, فمثلا الملامح الشخصية للملكة كليوباترا وصرامة وجهها المربع, وغلاظة شفتها السفلي, وامتلاء خديها وهي في مرحلتها الثالثة التي انتهت بهم نهاية مأساوية, وبعد قراءة الوجه قال عجبان ان أم كلثوم غير قادرة علي إخفاء مشاعرها.. عجبان يري أن علم الفراسة لم يحظ بحقه الكامل برغم أنه يجيب عن أهم سؤالين وهما: من أنت علي حقيقتك؟ وما هي رسالتك في الحياة؟ وبحسب فراس الصعيد فإن هذا العلم يساعد علي اختيار شريك الحياة المثالي من ملامحه الخارجية. أبرز ما قاله عجبان وهو في حديثه مع الأهرام هو النقاب عندما ذكر أن النساء كن يهربن من أعين الفراسين بارتداء النقاب للإفلات من تعقبهم لهن, إلا أن الفراسين كانوا يعلمون كل شيء عن تلك النساء من أعينهم التي تضم25 ألف ملمح في علم الفراسة.عجبان قرأ مئات الكتب العربية والأجنبية أيضا عن الفراسة, أبرز هذه الكتب لميتسكوسي الياباني, تركنا فراس الصعيد وهو يعيد تأمله بمعابد أجداده الفراعنة, مدونا كلمات صغيرة في دفتره الصغير.