إن مصر شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي وفي ضوء تاريخها وموقعها الجغرافي وثقلها السياسي والاقتصادي ومشاركتها الدولية البناءة, هي شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي في سياق منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا. أنني أقدر قيمة مشاركة مصر الي كونها أول من شارك في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط, ومن ثم فهي تعمل علي بناء اطار للتعاون النشيط بين الاتحاد الأوروبي وجيراننا في الجنوب. أنني أري مصر كشريك قوي, وكقوة دافعة للسلام في الشرق الأوسط, وكذلك في معالجة القضايا التي تهم القارة الإفريقية. بوصفي مفوض الاتحاد الأوروبي للتوسعة وسياسة الجوار الأوروبية, أري أن واحدا من أهدافي الرئيسية هو تكثيف الشراكة بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي. إن علاقات أوروبا مع مصر تعود الي عدة قرون. فتقاربنا الجغرافي الوثيق وعلاقاتنا الثقافية القوية تجعلنا شركاء طبيعيين. ويمكننا أن نتعلم الكثير من بعضنا البعض. ونحن علي حد سواء سنستفيد كثيرا من توثيق علاقاتنا. وإنني ملتزم بالعمل معا من أجل ازدهار منطقتنا لقد مهد اتفاق المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي تم توقيعه في عام2001 الطريق لتكثيف الحوار السياسي, وتحرير التجارة والتعاون الاقتصادي والثقافي. ومنذ دخول الاتفاق في حيز النفاذ في عام2004, زاد حجم التجارة الي حد كبير وتحظي الشركات المصرية بإمكانية الوصول للسوق الأوروبية الموحدة الواسعة. وسيظل الاتحاد الأوروبي شريكا قويا لمصر في برنامجها الاصلاحي. ونحن نحيي الجهود التي بذلتها مصر في اصلاح اقتصادها وتنويعه. وقد ثبت تأثير تلك الجهود في سياق الأزمة المالية العالمية التي اجتازتها مع انخفاض معتدل فقط في النمو الاقتصادي. خلال الفترة2011 حتي2013 سيقوم الاتحاد الأوروبي بدعم الاصلاحات في مصر بتقديم حزمة مالية كبيرة قدرها449 مليون يورو للمساعدة في تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد المصري, ولتعزيز حقوق الإنسان والحكم الرشيد ودعم استدامة عملية التنمية. وكان الاتحاد الأوروبي ومصر قد وافقا عام2007 علي خطة عمل مشتركة في إطار سياسة الجوار الأوروبية. وقيامنا بمزيد من الالتزامات فيما يتجاوز الالتزامات التي اتخذت في هذه الخطة من شأنه أن يوفر لنا قاعدة صلبة لتعزيز علاقاتنا بشكل أكبر في السنوات القادمة, نقوم بمراجعة سياستنا للجوار, من خلال عملية تشاور عامة يشترك فيها كبار المسئولين والخبراء وممثلو المجتمع المدني. وأنا أعول علي صعيد المعرفة والخيال من قبل جميع المشاركين في هذه العملية, لجعل عناصر استراتيجيتنا المستقبلية لسياسة جوار الاتحاد الأوروبي ذات منفعة متبادلة للاتحاد الأوروبي وشركائه. إن مصر والاتحاد الأوروبي لديهما الكثير لتقديمه لبعضهما البعض, وإنني أتطلع الي بناء علاقات أوثق مع مصر خلال فترة تولي منصبي لمدة خمس سنوات. مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية وتوسيع العضوية.