بعد طول انتظار تنعقد في ليبيا بعد يومين القمة العربية الإفريقية الثانية في محاولة لإحياء التعاون الجماعي المشترك الذي كانت قد أرست مبادئه القمة الأولي بالقاهرة عام1977 فالأفارقة يحتاجون لرأس المال العربي الغائب عن الاستثمار في أرض إفريقيا البكر والغنية بالموارد الطبعية فضلا عن الخبرة اللازمة للتنمية الإقتصادية من دول قطعت فيها شوطا كبيرا مثل مصر. والعرب يحتاجون إلي دعم الدول الإفريقية غير العربية وعددها43 دولة لقضاياهم في الأممالمتحدة والمحافل الدولية الأخري بالإضافة إلي انتاج الغذاء الذي تستورده أغلب العواصم العربية باستثمار جزء من فائض عائدات البترول في أراضي تلك الدول التي تتوافر فيها المياه والتربة الخصبة وتتسابق عليها قوي عالمية مثل الصين واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوي إقليمية مثل الهند وتركيا وإيران وحتي إسرائيل. القمة التي تنعقد بعد جهود مستميتة من القادة المؤمنين بأهميتها للطرفين ننتظر منها قرارات جريئة لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري وليس بيانات إنشائية سرعان ما توضع علي الأرفف لأنها غير قابلة للتنفيذ. كما أن القرارات القابلة للتنفيذ تحتاج أيضا إلي آلية لتطبيقها يجب الإتفاق عليها ومتابعة تنفيذها وتذليل العقبات المتوقع ان تعترضها حتي لاتموت عند اصطدامها بأول عقبة. لابد أن يقدم القادة الأفارقة خلال القمة الثانية تسهيلات وحوافز مغرية للمستثمرين العرب كما يفعلون مع الصينيين وغيرهم.. وفي المقابل يتعهد القادة العرب بتقديم المساعدات والقروض اللازمة للتنمية بما في ذلك إسقاط الديون أو بعضها أو علي الأقل فوائدها المصرفية عن الدول الفقيرة منها والمبادرة ببناء مستشفي أو مدرسة أو جامعة أو محطة كهرباء أو محطة مياه شرب كمساعدة خيرية لربط الشعوب العربية والإفريقية ببعضها أكثر. يجب زيادة رأسمال المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا وتنشيط دوره اكثر, كما يتعين المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في أي منطقة إفريقية تحتاج إلي ذلك. وأخيرا لابد ان تتفق القمة علي موعد عقد القمة الثالثة حتي لاننتظر33 سنة أخري!