أنا ربة منزل تزوجت بعد أن انهيت دراستي الثانوية واستقرت حياتي مع زوجي الموظف ومعيشتنا بسيطة للغاية, فنحن نسكن في منزل متواضع في حلوان, ورزقني الله وزوجي باثنين من الأبناء. أكبرهما في الدراسة الجامعية وشقيقته التي تصغره في المرحلة الإعدادية, وتبلغ الآن الرابعة عشرة من عمرها, وهي السبب في ارسالي هذه الرسالة إليك, فآلاف الأمهات من قارئاتك يعرفن معني أن تري الأم فلذة كبدها تتألم وتتوجع وتتمني أن تحل محلها وتمتص آلامها وهمومها, فقد عرفت الأورام السرطانية الفتاكة جسد ابنتي منذ بلوغها السابعة من عمرها, وافترس السرطان فكها العلوي, وكانت من أولي الحالات التي تصاب بسرطان الفك في مصر من الأطفال, وبدأنا رحلة العذاب الممزوجة بالمرض والألم وقلة المال والحيلة, ودخلنا في دوامة الفحوص الطبية والعلاج الكيماوي دون فائدة فقد كان العلاج مسكنا فقط, ولم يحدث تقدم في حالتها حتي قرر الأطباء استئصال فكها العلوي بالكامل وزرع فك من عظام القدم بدلا منه, وكانت ابنتي هي الأولي التي تجري لها هذه الجراحة في مصر, والتي تمت في سبع مراحل علي مدي سبعة أعوام, كان أخطرها هو استئصال الفك بالكامل وانتزاع أسنانها, ثم العملية الثالثة وهي تركيب فك من عظام بديلة من القدم, ثم زاد الطين بلة.. وأصيبت ابنتي بفيروس سي في الكبد نتيجة نقل الدماء إلي جسدها باستمرار من أجهزة ملوثة به, وزادت الأمراض علي جسدها الصغير, وبرغم صغر سنها فلقد استغرب الأطباء من قوة تحملها المرض وصمودها أمام الجراحات الخطيرة بهذا القدر من التفاؤل, وليس هذا فحسب, بل إن ابنتي برغم أمراضها العضال التي لايقوي علي تحملها الكبار ومكوثها في المستشفي أكثر من المنزل والمدرسة فإنها حصلت علي المركز الأول في السنوات الماضية, وحتي هذا العام كانت الأولي علي منطقة حلوان التعليمية وعوضها الله بالتفوق الدراسي عن مرضها, وبرغم أن زوجي موظف لايتجاز مرتبه خمسمائة جنيه فإننا صمدنا ماديا أمام العمليات الجراحية التي إجريت لنجلتي وكان معهد الأورام يتعاون معنا كثيرا وبقيت جراحة مهمة وهي عملية زراعة أسنان الفك العلوي وتغيير تقويم الأسنان في الفك السفلي, وأغلق معهد الأورام أبوابه بسبب عمليات الترميم وتم تحويلنا إلي مستشفي عين شمس التخصصي لإجراء العملية التي افادتني ادارتها بأنها ستتكلف مبدئيا مبلغ خمسة عشر ألف جنيه لا نملك منها سوي ألفي جنيه فقط, وابنتي في امس الحاجة لإجراء تلك العملية وفق الجدول الزمني الذي حدده الفريق الطبي المتابع لحالتها والوقت يمر بسرعة والموقف يتأزم فماذا أفعل؟ * من حق ابنتك العلاج علي نفقة الدولة, وباعتبارها طالبة بالتعليم العام فإن لها تأمينا صحيا يوفر لها هذه الجراحة مجانا وإني استصرخ الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم أن يأمر بعلاج هذه الطالبة المتفوقة بأسرع مايمكن لانتشالها من براثن هذا المرض اللعين الذي أصاب منطقة خطيرة, وقد يودي بحياتها مالم تتم السيطرة عليه في أقرب وقت. ويكفيها تفوقها اللافت للنظر برغم الآلام الرهيبة التي تعانيها, وأدعو الله لها بالشفاء العاجل والله المستعان.