{ استجابة لطلبك بتعاون القراء لتفسير مخرجات أزمة صلاة في بريد الجمعة3 سبتمبر الماضي, أري مفتاح المشكلة في قول الطفل لوالده لن تدخل النار.. ولن تضربني.. بعدما أوحي الأب إلي ابنه بأن الله أمرني أن أضربك إذا لم تصل.. فوضع الطفل في دائرة من الخوف.. الخوف من الله. والخوف من الأب.. والخوف من الضرب.. والخوف من النار.. حالة قلق مركبة تفوق طاقة أي طفل.. وضاعف من التوتر إغراق الطفل بتفاصيل مبطلات الصلاة.. حتي صارت الصلاة الصحيحة مائة في المائة لا مفر منها.. والمبالغة في الحرص علي أداء عمل ما.. عادة يصاحبه خوف الفشل.. والطفل لا يريد ذلك الفشل.. طاعة لوالده التي هي من طاعة الله. { لقد عبر الطفل عن حيرته وهواجسه بالقول: يابابا.. أنا حاسس إن صلاتي غير مقبولة في إشارة طفولية بريئة إلي ما يعتمل داخله من تردد.. وكأنما يتهرب من تحمل مسئولية لا يقدر عليها.. ومع استمرار محاصرة الوالدين له يلجأ إلي ما يراه علم النفس حيلا دفاعية يجعل المشكلة قدرية فيقول لوالدته: أنا عارف إن ربنا موش راضي عني, هكذا.. وكأنه تلميذ يبرر رسوبه في الامتحانات بغضب الله عليه.. حالة تبرئة ذاتية معكوسة.. دون اعتبار الصدق من عدمه.. وهذه نتيجة منطقية لتجاوز الضغوط لطاقة التحمل. { الغريب أن يحدث ذلك برغم علمنا كآباء وكمعلمين وربما بعض الدعاة.. برغم دعوة الرسول( صلي الله عليه وسلم) بأن نتبسط في أمور الدين.. وأن نوغل فيه بيسر.. فالتدرج كان السمة الغالبة في ترسيخ العبادات وتحديد ما هو حرام وحلال.. لذلك كانت قولة الرسول الشهيرة: صلوا كما رأيتموني أصلي, بمعني قلدوني وكفي.. وكان الأجدر أن يتلطف الأب مع الطفل.. بدلا من أن يغرقه بسيل من الترغيب والترهيب.. فوق الطاقة البدنية والنفسية. { ويبقي الحل في عودة الطفل إلي حضن الأسرة.. يتوضأ ويصلي في معية والديه.. مع التبسط المقصود.. فالقاعدة النفسية تقول النجاح بأي درجة.. يؤدي إلي المزيد من النجاح.. شريطة أن ننسي أي حديث عن الفشل.. أو خوف الفشل.. إن الإيجابيات تجذب.. وتستهوي.. وتغري.. وتجلب السعادة.. خاصة مع الصغار والمبتدئين.. ويبدو أن الأب قد تعجل الأمور.. ربما مدفوعا بحبه الأبوي.. وربما لتواضع خبراته التعليمية.. فالمسألة ليست بالتمني.. أو بإصدار الأوامر.. وإلقاء المواعظ.. بل يلزم احترام مدي قدرة الآخرين علي القبول والاستيعاب.. ولا أري مبررا لزيادة الوضع تعقيدا بالحديث عن الوسوسة.. وما يعتبره الوالدان هوس الصلاة.. فالنفس البشرية مهيأة للتواصل مع الله.. والإسلام ومع كل الأديان.. لا تتنافر أبدا مع الفطرة. محمد الشاذلي مدير عام