نحن فعلا نعيش في عالم مليء بالهموم, نخرج من هم واحد لنجد أمامنا هما آخر, وهكذا تدور الدائرة ولأننا نشكو جميعا ما وصلت إليه حالتنا الأخلاقية بما يمس الضمير العام كما يقول العالم المصري النابه الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي, لذلك وجب علي المجتمع كله مواجهة هذه الحالة السيئة وايقاظ الضمير العام لأن الحل مسئولية جماعية تضامنية, وبدون ذلك لن يسلم الضمير العام من اتساع ثقوب الضمير, بل من الممكن مواجهة مزيد من الثقوب. إن الضمير العام يبدأ من الأسرة ومن تطبيق فكرة الثواب والعقاب. لكننا الآن نجد أن الضمير الاجتماعي العام يتعرض الي هزات وقلاقل وعلي قدر عنفها أو بساطتها فهي تبين ما حدث للضمير من عطب وثقوب وأصبح من الممكن قبول أشياء لم تكن مقبولة! يكفي أن نستمع الي من يحكي في استنكار أنه توجه الي مرفق حكومي لقضاء مصلحة هي من حقه.. فإذا الموظف يفاجئه بطلب رشوة مادية عينية حتي يتم له مراده.. ابتزاز واضح ومشين! بل والأدهي أن الدفع أصبح أمرا معتادا..!!إن الذي يحدث هو أدهي وأمر وهو الانتقاص من حقوق الآخرين, فيأخذ من لا حق له ما هو نصيب غير. الغريب اننا اذا فتحنا صفحة الحوادث والجرائم نري أن الحكومة الحاكمة وبرجال المباحث ورجال البوليس يقبضون علي الراشي والمرتشي ويقدمان الي المحاكمة العلنية بما فيها من تشهير في حق الذي قام بالجريمة أدبيا فإنه فعلا وأيضا معرض للسجن.. ودفع الغرامة. لكن المدهش أن الجريمة هي جريمة العصر! إنني فعلا من المؤمنين بأن هذه الجريمة في ازدياد.. وأحدد أسباب انتشارها الأول هو كثرة المخترعات الحديثة ومحاولة الوصول الي الأجهزة الجديدة من تليفزيون وانترنت, واللهث وراء الحضارة, هذا جزء مهم, والثاني معروف بسبب الأزمة الطعامية.. ثم البطالة.. المدهش أن تاريخ حكم المماليك في مصر لمدة نحو600 سنة كانت الرشوة هي السيد وهي القانون!