أقامت وزارة الأوقاف الحفل السنوي لمائدة إفطار الوحدة الوطنية, وذلك بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية, والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف. وشارك في الإفطار كل من الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء, والمهندس ماجد جورج وزير البيئة, والدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار, والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية, وقدري أبوحسين محافظ حلوان وعدد من المشايخ والقساوسة. وأكد الدكتور زقزوق أن شهر رمضان أصبح مناسبة مشتركة للمسلمين والمسيحيين لتجديد روابط الأخوة والمحبة, مشيرا الي ان هذه الموائد المشتركة ماهي إلا تعبير صادق وحقيقي, عما يربط عنصري الأمة, وأضاف أن كل أفراد الشعب المصري لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات فلا صحة لما يردده بعض المتعصبين عن وجود قادمين من الخارج فجذورنا ضاربة في عمق التاريخ, وما قام به الاسلام من تعريب اللغة عمق هذه الروابط, إضافة الي تمتع الجميع بحرية العقيدة كما بينت آيات القرآن الكريم, وقال أيضا: لقد درجنا جميعا علي سماع صوت المؤذن وجرس الكنيسة يصنعان معا سيمفونية وطنية رائعة ليس فيها أي نشاز. وأشار الي أن القرب بين المسلمين والمسيحيين لا يحتاج لمظاهر أو إشارات, فقد أكدت الآيات الكريمة ذلك, كما أن الايمان بكل الأديان والرسل من أهم ركائز تكوين كل مسلم, ومما يدل علي مكانة الدين المسيحي نزول سورة كاملة باسم السيدة مريم ووصفها بأنها سيدة نساء العالمين. وأوضح أن قيمة التسامح والحوار مع الآخرين جاءت في مواضع كثيرة بالقرآن مما يدعونا لترك الحكم علي الناس للخالق عز وجل يوم القيامة, فقد خلق الله الناس مختلفين ليكون ذلك منطلقا للتآلف والتعاون لا للشقاق والنزاع, وإذا كان هذا المعني مقصودا به البشر في العالم كله فالأولي أن يطبق داخل بلدنا ونطاقنا. ودعا شقي الأمة للمحافظة علي تماسك الوحدة الوطنية وتربية الأجيال الصاعدة علي ذلك لصد أي هجوم يستهدف زعزعة هذا الأمن حتي تظل مصر آمنة مطمئنة, كما وصفها الله في كتابه العزيز. ومن جانبه, وصف البابا شنودة موائد الوحدة الوطنية بأنها مناسبات تحل بها البركة علي الجانبين لما لها من تأثير بالغ, وتطرق لمعني الصوم ومعناه, مشيرا الي أن الله لا يأمرنا إلا بما فيه الخير, حيث تعد فترة الصوم أياما مقدسة ترتفع فيها القلوب الي الله. وأضاف أن الصيام لا يعني الامتناع عن الطعام والشراب فقط, فالانسان يكون في اتصال مع خالقه, وشرع الطعام ليأخذ منه الطاقة التي تساعده علي أداء العبادات وحسن معاملة الآخرين, كما أن الجسد يكون تحت سيطرة صاحبه أثناء فترة الصوم ولذا فيه التوبة. وطالب بأن يتخلي كل انسان عن الخطايا والعادات السيئة التي قد يخضع لها, مما يمنحه فترة تخزين روحي لباقي العام تساعده علي أداء الواجبات, بالاضافة الي أن فترة الصوم تخلص الانسان من بعض الأمراض التي تصيب البعض أحيانا. وأثني علي من يقومون بفرض أيام للصيام تختلف عن باقي أيام الصوم لادراكم أن فوائد الصيام ليست موسمية بل تستمر مع الانسان طالما استمر علي ذلك. وفي نهاية كلمته طالب كل انسان بأن يسأل نفسه عما استفاده من الصيام, هل زادت طاقته الروحية, وهل حدث تغيير في حياته أم استمرت خطاياه. ومن ناحية أخري أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن هناك خطأ في فهم معني كلمة غزوة وبالأخص غزوة بدر وقال إن حروب المسلمين كلها كانت دفاعا عن الإسلام والعقيدة ولم تكن علة القتال هي القضاء علي الكفر وإنما صد العدوان. جاء ذلك في كلمته خلال الاحتفال بذكري غزوة بدر في ملتقي الفكر الإسلامي بالحسين.