تغادر القاهرة هذا الأسبوع د. ارما ماننكورت بعد خمس سنوات قضتها ممثلا لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة( يونيسف) في مصر شهدت فيها تحقيق انجازات عديدة للطفولة. وقبل سفرها كان ل الأهرام هذا اللقاء معها: ماذا يعني لك العمل في منظمة الأممالمتحدة للطفولة؟ العمل في اليونيسف ليس مجرد وظيفة مدفوعة الأجر وحركة وسفر الي بلدان كثيرة.. لكنه يعني بالنسبة لي التعلم ومن ثم السير علي رمال متحركة.. ما الذي تعلمته من رحلتك الطويلة مع اليونيسف؟ تعلمت العديد من الدروس, الدرس الأول هو قدرة الأحلام الكبيرة علي التحقق.. الأحلام التي تهدف الي توحيد الأطفال واتاحة التعليم للجميع ومكافحة العنف ضد الأطفال ووقف ختان الأناث وجعل العالم مكانا أفضل لهم.. وهذه الأحلام لايمكن أن تتحقق إلا بعملنا معا.. الأمهات والآباء.. الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.. حتي نجعل الأحلام الكبيرة حقيقة يعيشها الأطفال. الدرس الثاني هو مواجهة التفكير خارج المألوف, فالعالم في غمرة انشغالة بمناقشة المشاكل الكبيرة التي يعاني منها غالبا ما ينحي الأطفال والنشء جانبا فلا نشركهم معنا في حين انه ينبغي اشراكهم في الحوار المجتمعي وأن نسمع أصواتهم. الدرس الثالث هو أن التغيير متواصل.. ونحن نعلم انه عندما نحاول البدء في أمر جديد ونترك أمرا متعارفا عليه- خاصة اذا كان يتعلق بشيء أفضل لأطفالنا فان الأمر يتطلب وجود اناس يملكون الشجاعة وعلي استعداد لخوض المخاطر.. هؤلاء هم من نطلق عليهم صفة المبتكرين لأنهم يستطيعون التعرف علي رؤية اخري والأخذ بوسائل مختلفة ويمضون في طريق تحقيقها.. وهذا ما حدث في مناهضة ختان الأناث في مصر حيث اصبحنا نسمع يوما بعد يوم عن اعلان قري خالية من الختان.. ولهذا دائما ما أطلب من الجميع ان يتذكروا الامكانات اللانهائية للتغيير وان يستمتعوا بالسير علي الرمال المتحركة لأنها الشيء الطبيعي. اما الجمود والتوقف عن الحركة فهو الذي يستدعي الخوف. كيف ترين التقدم الذي تحرزه مصر نحو الوفاء بحقوق الأطفال وما هي التحديات التي تواجهها لتحقيق هذا التقدم؟ نجحت الحكومة في خفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال بشكل ملحوظ علي مدي السنوات العشرين الماضية, مما يعني أنها تسير علي الطريق الصحيح لتحقيق هدف خفض وفيات الأطفال بحلول عام2015 الذي تتضمنه الاهداف الائتمانية للألفية بالاضافة الي نجاح مصر في القضاء علي شلل الأطفال. وفي قطاع التعليم شهدت مصر علي مدي السنوات العشرين الماضية زيادة في معدل الالتحاق بالمدارس وانخفاضا في معدلات التسرب.. ثم كانت التعديلات الأخيرة لقانون الطفل في مصر بما في ذلك انشاء لجان الحماية ووضع حد أدني للزواج وفرض حظر علي ممارسة ختان الاناث بالاضافة الي انشاء وزارة الدولة لشئون الأسرة والسكان وكلها تمثل تعبيرا مهما علي اصرار مصر علي اتخاذ الاجراءات التي تحقق المصلحة الفضلي للطفل. أما التحديات فمازالت توجد تفاوتات اقليمية كما هو الحال في صعيد مصر والمجتمعات الريفية في سيناء والتفاوتات المتعلقة بالدخل والاعاقة والنوع الاجتماعي ويجب التصدي لها بشكل أكثر منهجية وتركيزا لضمان الوفاء بحقوق جميع الأطفال. وفي نهاية اللقاء هل هناك كلمة أخيرة تودين أن تقوليها؟ نعم أود أن أذكر أن كل الانجازات التي تحققت للطفل المصري والتي توجت بصدور قانون الطفل المعدل ترجع لدعم السيدة الفاضلة سوزان مبارك ومساندتها لقضايا الطفولة ومبادراتها ومشروعاتها التي كانت محل تقدير من اليونيسف ومن العالم كله لأن هذه المبادرات والمشروعات وفرت للطفل المصري منظومة متكاملة من الحقوق وأرست حزمة من المباديء ورؤية عصرية لتوفير المزيد من الحماية له موضحة ان السيدة سوزان مبارك كانت أول من نبهت الي بشاعة جريمة الاتجار بالبشر, ونجحت مصر في تحقيق نجاح كبير في مناهضتها خاصة أن الأطفال والنساء يمثلون الفئات الأكثر تضررا من هذه التجارة.